[إبراهيم آية 22]إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(قرآن).
العَذْبُ مِنَ الطَّعَامِ والشَّرَابِ وفي بَعْضِ النُّسَخ تقديمُ الشَّرَابِ عَلَى الطَّعَام : كُلُّ مُسْتَسَاغ . . والعَذْبُ : المَاءُ الطَّيِّبُ . مَاءَةٌ عَذْبَةٌ ورَكيَّةٌ عَذْبَةٌ . وفي القُرْآنِ : هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وعَذُبَ المَاءُ يَعْذُبُ عُذُوبَة فهو عَذْبٌ طَيِّبٌ والجَمْعُ عذَابٌ وبالكَسْرِ وعُذُوبٌ بالضَّمِّ . قَالَ أَبُو حَيَّة النُّمَيْرِيّ :
فَبَيَّتْنَ مَاءً صَافِياً ذَا شَرِيعَةٍ ... لَهُ غَلَلٌ بَيْنَ الإِجَامِ عُذُوبُ
قال ابنُ مَنْظُور : أَرَادَ بِغَلَلٍ الجنْسَ فَلِذَلك جَمَعَ الصِّفَةَ . وَفِي حَديث الحَجَّاجِ مَاءٌ عِذَابٌ . يُقَالُ : مَاءَةٌ عَذْبَةٌ وَمَاءٌ عذَابٌ عَلَى الجَمْعِ ؛ لأَنَّ المَاءَ جِنْسٌ لِلْمَاءَة . العَذْبُ والعُذُوبُ بالضَّمِّ : تَرْكُ الرَّجُلِ والحِمَارِ والْفَرَسِ الأَكْل مِنْ شِدَةِ العَطَشِ فهو لاَ صَائِمٌ ولا مُفْطر وهو عَاذِبٌ والجَمْعُ عُذُوبٌ بالضَّمّ وعَذُوبٌ كَصَبُور والجَمْع عُذُبٌ بِضَمَّتَيْنِ . ويُقَالُ لِلْفَرسِ وغَيْرِه : بَاتَ عَذُوباً إِذَا لَمْ يَأْكُلْ شيئاً ولم يَشْرَبْ قَالَ الأَزْهَرِيُّ : القَوْلُ في العَذُوبِ والعَاذِبِ أَنه الذِي لاَ يَأْكُلُ ولا يَشْرَبُ أَصْوَبُ مِنَ القَوْلِ في العَذُوبِ أَنَّه الَّذِي يَمْتَنِع عَنِ الأَكْلِ لِعَطَشِه . وأَمَّا قَوْلُ أَبِي عُبَيْد : وجَمْعُ العَذُوبِ عُذُوبٌ فخَطَأٌ لأَنَّ فَعُولاً لا يُكْسَّر عَلَى فُعُولِ . قُلْتُ : هُوَ مِنْ غَرَائِبِ اللُّغَةِ وفَوَائِد الأَشْبَاهِ والنَّظَائِر وَمَنْ حَفِظَ حُجَّةٌ على مَن لم يَحْفَظ . ثُم قَالَ : والعَاذِبُ مِنْ جَمِيع الْحَيَوَانِ : الَّذِي لاَ يَطْعَمُ شَيْئاً وقد غَلَب عَلَى الخَيْلِ والإِبِلِ والجَمْعُ عُذُوبٌ كَسَاجِدِ وسُجُود . وقَالَ ثَعْلَب : العَذُوبُ مِنَ الدَّوَابِّ وغَيْرِهَا : القَائِمُ الَّذِي يَرْفَعُ رَأْسَه فلا يَأْكُلُ ولا يَشْرَبُ وكَذَلِكَ العَاذِبُ والجَمْع عُذُبٌ . والعَاذِبُ الذِي يَبِيتُ لَيْلَهُ لاَ يَطْعَمُ شَيْئاً . العَذْبُ : المَنْعُ كالإِعْذَابِ والتَّعْذِيبِ عَذَبَه تَعْذِيباً : مَنَعَه وفَطَمَه عَنِ الأَمْرِ وكُلُّ مَنْ مَنَعْتَه شَيْئاً فَقَد أَعْذَبْتَه وعَذَّبْتَه . العَذْبُ : الكَفُّ يُقَالُ : عَذَبه عَنِ الطَّعَامِ إِذَا كَفَّه والتَّرْكُ كالإِعْذَابِ والاسْتعْذَابِ يُقَال : أَعْذَبَه عَنِ الطَّعَامِ إِذا مَنَعَه وكَفَّه واسْتَعْذَبَ عَنِ الشَّيْءِ : انْتَهَى . وعَذَبَ عَن الشَّيْءِ وأَعْذَبَ واسْتَعْذَبَ كُلُّه : كَفَّ وأَضْرَبَ . وأَعْذَبَه عَنْه : منَعَه . ويُقَالُ : أَعْذِب نَفْسَكَ عَنْ كَذَا أَي اظْلِفْها عَنْهُ . وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَه أَنَّهُ شَيَّعَ سَرِيَّةً فَقَالَ : أَعْذِبُوا عَنْ ذِكْرِ النِّسَاءِ أَنْفُسَكم فإِنَّ ذَلِكَ يَكْسِرُكُم عَنِ الغَزْوِ أَي امْنَعُوهَا عَنْ ذِكْرِ النِّسَاءِ وشَغْلِ القُلُوبِ بِهِنّ . وكُلُّ مَنْ مَنَعْتَه شَيئاً فقد أَعْذَبْتَه . وأَعْذَبَ لاَزِمٌ ومُتَعَدٍّ . وفي التَّهْذِيبِ : أَعْذَبَ عَنِ الشَّيْءِ : امْتَنَع . وأَعْذَبَ غَيْرَه : مَنَعَه فَيَكُونُ لاَزِماً وَوَاقِعاً مِثْلَ أَمْلَقَ إِذَا افتَقَر وأَمْلَقَ غَيْرَه . وفي الأَسَاس : يُقَالُ : أَعْذَبَ عَن الشَّيْءِ واسْتَعْذَبَ : امْتَنَع . ويُقَالُ : أَعْذِبُوا عَنِ الآمَالِ أَشَدَّ الإِعْذَابِ فإِنَّهَا تُورِثُ الغَفْلَة وتُعْقِبُ الحَسْرَة . يَعْذِبُ كيَضْرِب في الكُلِّ مِمَّا ذُكِرَ غَيْر عَذَبَ المَاءُ والطَّعَامُ فإِنَّ مُضَارِعَهُمَا يَعْذُب بالضَّمِّ . العَذَابُ بالتَحْرِيك : القَذَى يَعْلُو المَاءَ ومَا يَخْرُجُ في وَفي نُسْخَة عَلَى أَثَرِ الوَلَدِ مِنَ الرَّحِم . العَذَبُ : شَجَرٌ مِنَ الدِّقِّ قَالَهُ أَبُو حَنِيفَة وأَنْشَد :
" مُنْهَتِكُ الشَّعْرَانِ نُضَّاخُ العَذَبْالعَذَبُ : مآلي بالمَدِّ النَّوَائِح كالمَعَاذب أَي في الأَخيرِ وَاحدَتُهَا معْذَبَةٌ . ويُقَالُ لخِرْقَةِ النَّائِحَة عَذَبَةٌ ومعُوَزٌ وجَمْعُ العَذَبَة مَعَاذِبُ على غَيْرِ قيَاس قَالَه أَبُو عَمْرو . العَذَبُ : الخَيْطُ الَّذِي يُرْفَع بِهِ المِيزَانُ . العَذَبُ : طَرَفُ كُلِّ شَيْءٍ . ومِنَ البَعِيرِ : طَرَفُ قَضِيبه قَالَهُمَا ابن سيدَه . وقال غَيْره : هو أَسَلَتُه المُسْتَدِقُّ في مُقَدَّمه . العَذَبُ : الجِلْدَةُ المُعَلَّقَة خَلْفَ مُؤَخَّرَةِ الرَّحْلِ من أَعْلاَه . ومِنَ الرُّمْح : خِرْقة تُشَدُّ عَلَى رَأْسِه ومنه يُقَالُ : خَفَقَتْ عَلَى رَأْسِه العَذَبُ كَمَا في الأَسَاسِ . ومِنَ النَّعلِ : المُرْسَلَةُ مِنَ الشِّرَاكِ . ومِنَ العِمَامَة : ما سُدِلَ بَيْنَ الكَتِفَيْنِ مِنْهَا . ومِنَ السُّوْطِ : عِلاَقَتُهُ وطَرَفُه . ومِنَ اللِّسَانِ طَرَفُه الدَّقِيقُ . والعَذَبُ : أَطرافُ السُّيُور ؛ وهي العَذَبَاتُ . قال ذو الرُّمَّة :
" غُضْفٌ مُهَرَّتَهُ الأَشْدَاقِ ضَارِيَةٌمِثْلُ السَّرَاحِينِ في أَعْنَاقِهَا العَذَبُ يَعْنِي أَطْرَافَ السُّيورِ . وَعَذَّبْتُ السَّوْطَ فهو مُعَذَّبٌ إِذَا جَعَلْتَ له عِلاَقَةً . والَّذِي في الأَسَاس : وعذَّب سَوْطَه وهَدَّبَه جَعَلَ لَهُ عِلاَقَةً والعَذَبُ مِنَ الشَّجَرِ : غُصْنُه الوَاحِدَة بِهَاءٍ في الكُلِّ مِمَّا ذُكِرَ . واسْتَعْذَبَ الرَّجُلُ مَاءَه : اسْتَقَى عَذْباً . واسْتَعْذَبَه : عَدَّه عَذْباً . واسْتَعْذَبَه : شَرِبَه عَذْباً . واسْتَعْذبَ لأَهْلِه : طَلَب لَهُم مَاءً عَذْباً ويَسْتَعْذِب لِفُلاَنٍ مِنَ بِئْرِ كَذَا أَي يَسْتَقِي لَهُ . وَفِي الحَدِيثِ أَنَّه كَانَ يُسْتَعْذَب لَه المَاءُ مِنْ بُيُوتِ السُّقْيَا أَي يُحْضَر لَهُ مِنْهَا المَاءُ العَذْبُ . وَهُوَ الطَّيِّبُ الَّذِي لا مُلُوحَةَ فِيهِ . وفي حَدِيثِ أَبي التَّيْهَانِ أَنَّه خَرَجَ يَسْتَعْذِبُ المَاءَ أَي يَطْلُبُ المَاءَ العَذْبَ . والعَذُوبُ والعَاذِبُ : الَّذِي لَيْسَ بَيْنَه وبَيْنَ السَّمَاءِ ستْرٌ وفي نُسْخَة : سُتْرَة أَوْرَدَه ابْنُ السِّيد في الفَرْق . وقَالَ الجَعْدِيُّ يَصِفُ ثَوْراً وَحْشِيّاً بَات فَرْداً لاَ يَذُوقُ شَيْئاً :
فَبَاتَ عَذُوباً لِلسَّمَاءِ كَأَنَّهُ ... سُهَيْلٌ إِذَا مَا أَفْردَتْهُ الكَوَاكبُوشَاهدُ العَاذِب انْظُره فِي الفَرْق . والعذْبَةُ بِالفَتْحِ و العَذَبَةُ بالتَّحْرِيكِ و العَذِبَةُ بكَسْرِ الثَّانِيَة الأَوْجُه الثَّلاَثَةُ في لِسَانِ العَرَب ونُقل عن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ الوَجْهُ الأَوَّلُ وقَالَ : هِيَ الكُدْرَةُ مِنَ الطُّحْلُبِ والعَرْمَض ونَحْوِهِمَا وقِيلَ : هِيَ الطُّحْلُب نَفْسُه والدِّمْن يَعْلُو المَاءَ . يُقَالُ مِنْه : مَاءٌ عَذِبٌ كَكَتِف وذُو عَذَبٍ أَي مُطَحْلِبٌ أَي كَثِيرُ القَذَى والطُّحْلُبِ . قَالَ ابْن سِيدَه : أُرَاهُ عَلَى النَّسَبِ لأَنِّي لَمْ أَجِد لَهُ فِعْلاً . وأَعْذَبَه أَي الحَوْضَ نَزَعَ طُحْلُبَه ومَا فِيهِ مِنَ القَذَى وكَشَفَه عَنْهُ . والأَمْرُ مِنْهُ : أَعْذِبْ حَوْضَك . ويُقَال : اضْرِبْ عَذَبَةَ الحَوْضِ حَتَّى يَظْهَرَ المَاءُ أَي اضْرِب عَرْمَضَة . أَعْذَبَ القَوْمُ عَذُبَ مَاؤُهُم . والعَذِبَةُ بِكَسْرِ الذَّالِ المُعْجَمَة عَن اللِّحْيَانِيّ وَهُوَ أَرْدَأُ مَا يَخْرُجُ مِن الطَّعَامِ فَيُرْمَى بِهِ . العَذِبَة والعَذْبَةُ بالوَجْهين : القَذَاةُ وقِيلَ : هي القَذَاة تَعْلُو المَاءَ ويُقَالُ : مَاءٌ لا عَذِبَةَ فِيهِ أَي لا رِعْيَ فِيهِ وَلاَ كَلأَ . وكُلُّ غُصْنٍ عَذَبةٌ وعَذِبَةٌ . العَذِبَةُ : ما أَحَاطَ مِنَ الدِّرَّةِ بِكَسْرِ الدَّالِ المُهْمَلَةِ وتَشْدِيدِ الرَّاءِ هكَذَا في نُسْخَتِنا . وفي أُخْرَى : مَا أَحَاطَ بالدَّبْرَةِ بفَتْح فَسُكُون وهكَذَا في المُحْكَمِ وغَيْرِهِمَا . والعَذَبَةُ : أَحَدُ عَذَبَتَي السَّوْطِ . يقال : فُلاَنٌ مَفْتونٌ بالأَعْذَبَيْنِ الأَعْذَبَان : الطَّعَامُ والنِّكَاحُ أَوِ الرِّيقُ وفي الأَسَاسِ : الرُّضَابُ والخَمْرُ قال ابْنُ مَنْظُور : وذلِكَ لِعُذُوبَتِهِما . والعَذَابُ : النَّكَالُ والعُقُوبَة . وقولهُ تَعَالَى : الَّذِي أُخِذُوا بِهِ الجُوعُ . وقَالَ شَيْخُنَا نَقْلاً عَنْ أَهْلِ الاشْتِقَاق : إِنَّ العَذَابَ في كَلاَمِ العَرَب مِنَ العَذْب وَهُوَ المَنْع يقال : عَذَبْتُه عَنْه أَي مَنَعْتُه وعَذَب عُذُوباً أَي امْتَنَعَ وسُمِّيَ المَاءُ الحُلْوُ عَذْباً لمَنْعِه العَطَش والعَذَابُ عَذَاباً لمَنْعِهِ المُعَاقَبَ من عَوْدِهِ لِمِثْلِ جُرْمِه ومَنْعِه غَيْرَه مِنْ مِثْلِ فِعْلِه . قلت : وهو كَلاَم حَسَنٌ ج أَعْذِبَةٌ هَذَا قَوْلُ الزَّجَّاجِ وسَيَأْتِي للمُصَنِّف في ن ه ز أَنَّ العَذَابَ لا يُجْمع بالكُلِّيَّة وإِن قَالَ بَعْضٌ : إِنَّ جَمْعَه كذلِك قِيَاسِيٌّ كَطَعَام وأَطْعِمَة لا يَتَوَقَّف عَلَى سَمَاع فَفِيهِ نَظَرٌ ظَاهِر لأَنَّ الطَّعَامَ أَصْلُه مَصْدَر وصَارَ اسْماً لِمَا يُؤْكَلُ ولَيْسَ العَذَابُ كَذلِك قَالَهُ شَيْخُنَا . قلتُ : وإِذَا كَانَ العَذَابُ اسْماً لِمَا يُعَذَّب بِهِ كَالْجُوعِ عَلَى مَا قَدَّمْنَا عَن الزَّجَّاج فلا مَانعَ عَنْ أَنْ يُجْمَعَ عَلَى أَعْذِبَةٍ فَتَأَمَّل . قال الزَّجَّاجُ في قَوْلِهِ تَعَالَى : يُضَاعَفْ لَهَا العَذَابُ ضِعْفَيْنِ قَالَ أَبُو عُبَيْدَة : تُعَذَّبُ ثَلاَثَةَ أَعْذِبَةٍ . قَالَ ابْنُ سِيدَه : فلا أَدْرِي أَهَذَا نَصُّ قَوْلِ أَبِي عُبَيْدَةَ أَم الزَّجَّاج استَعْمَلَه وقد عَذَّبَه تَعْذِيباً ولم يُسْتَعْمَل غَيْر مَزِيدٍ . قَالَ ابْنُ مَنْظُورٍ : واسْتَعَارَ الشَّاعِر التَّعْذِيب فِيمَا لاَ حِسَّ لَهُ فَقَالَ :
لَيْسَتْ بِسَودَاءَ مِن مَيْثَاءَ مُظْلِمَةٍ ... ولم تُعَذَّبْ بإِدْنَاءٍ مِنَ النَّارِوَفِي الحَدِيثِ أَنَّ المَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِه عَلَيْهِ . قال ابنُ الأَثِيرِ : يُشْبه أَنْ يَكُونَ هَذَا مِن حَيْثُ إِنَّ العَرَب كَانُوا يُوصُون أَهْلَهم بالبُكَاءِ والنَّوْح عَلَيْهم وإِشَاعَة النَّعْي في الأَحْيَاء وكَانَ ذلِكَ مَشْهُوراً مِنْ مَذَاهِيهم فالمَيِّتُ تَلْزَمُهُ العُقُوبَةُ في ذلِكَ بِمَا تَقَدَّمَ مِنْ أَمْرِهِ بِه . قال ابن بُزُرْج : عَذَّبْتُه عَذَابَ عِذَبِينَ . وأَصَابَه مِنِّي عَذَابُ عِذَبِينَ كبِلَغِينَ أَي بِكَسْرٍ فَفَتْح فَكَسْر وكَذلِك أَصَابَه مِنّي العِذَبُونَ أَي لا يُرْفَع عَنْه العَذَابُ . العَذَّابُ كَكَتَّان : فَرَسُ البَدَّاء بْنِ قَيْس وفي نُسْخَةٍ البَرَاء بِالرَّاءِ والأُولَى الصَّوَابُ . والعُذَيْبُ والعُذَيْبَةُ مُصَغَّرَيْنِ ماءانِ الأَخِيرُ بالقُرْبِ مِنْ يَنْبُعَ . وقَالَ الأَزْهَرِيُّ : العُذَيْبُ : مَاءٌ مَعْرُوفٌ بَيْنَ القَادِسِيَّة ومُغِيثَةَ . وَفِي الحَدِيثِ ذِكْرُ العُذَيْب وَهُوَ مَاءٌ لِبَنِي تَمِيم عَلى مَرْحَلَةٍ مِنَ الكُوفَةِ مُسَمَّىً بِتَصْغِيرِ العَذْبِ وقِيل سُمِّي بِهِ لأَنَّه طَرَفُ أَرْضِ العَرَب من العَذَبة وَهِي طَرَفُ الشَّيْء . وقَال كُثَيِّر :
" لَعَمْرِي لَئِنْ أُمُّ الحَكِيمِ تَرَحَّلَتوأَخْلَتْ لخَيْمَاتِ العُذَيْبِ ظِلاَلَهَا قال ابْنُ جِنِّي : أَرَادَ العُذَيْبَةَ فحَذَف الهَاءَ . وعَيْذَابُ بالفَتْح : د بالصَّعِيد ونُسِبَت إِلَيْهَا الصَّحْرَاءُ دُفِنَ فِيهَا السَّيِّدُ القُطْبُ الرَّبَّانِيُّ الإِمَامُ أَبُو الحَسَن الشَّاذِلِيُّ قُدِّسَ سِرُّهُ . والعَذْبُ : شَجَرٌ وقد تَقَدَّمَ في العَذَب المُتَحَرِّك وَهُمَا وَاحِدٌ فَهُوَ كالتَّكْرَارِ لِمَا قَبْلَه . وبالتَّحْرِيكِ قَيَّدَهُ أَبُو حَنِيفَة في كِتَاب النَّبَاتِ . والعَذَابَة كَسَحَابَة هي العَدَابَةُ وَهِيَ الرَّحْمُ رَوَاهُ أَبُو الهَيْثَمِ وأَنْشَدَ البَيْتَ السَّابِقَ الذِّكْر في لمُهْمَلَة هُنَا . في الصَّحَاح : العُذَبِيُّ : الكَرِيمُ الأَخْلاَق بالذَّالِ المُعْجَمَة وأَنْشَدَ البَيْتَ الَّذِي سَبَقَ في المُهْمَلَة أَي كالعُدَبِيِّ . وهَذَا الحَرْفُ في التَّهْذِيبِ في تَرْجَمَة عَدَبَ بالدَّالِ المُهْمَلَة وقَالَ : هُوَ العُذَبِيّ وضَبَطَه كَذلِكَ وقد تَقَدَّمَتِ الإِشَارَةُ إِلَيْه . والعَذْبَةُ بِفَتْح فَسُكُونٍ : شَجَرَةٌ تُمَوِّتُ البُعْرَانَ بالضَّمِّ جَمْع بَعِير أَي إِذَا أَكَلَت مِنْهَا نَقَلَه الصَّاغَانِيّ . ودَوَاءٌ م أَي مَعْرُوفٌ . وذَاتُ العَذْبَةِ : ع وعَاذِبٌ : اسْمُ مَوْضِعٍ آخَر . قَالَ النَّابِغَةُ الجَعْدِيُّ :
تأَبَّدَ مِنْ لَيْلَى رُماحٌ فَعَاذِبُ ... فأَقْفَرَ مِمَّن حَلَّهُنَّ التَّنَاضِبُ كَذَا في لِسَانِ العَرَب . والاعْتِذَابُ : أَن تُسْبِلَ لِلْعِمَامَة عَذَبَتَيْنِ مُحَرَّكَةً مِنْ خَلْفِهَا وَهُمَا طَرَفَا الْعِمَامَة نَقلَه الصَّاغَانِيُّ . والعَذَبَات مُحَرَّكَةً : أَطْرَافُ السُّيُورِ . والحَقُّ عَلَى عَذَبَاتِ أَلْسِنَتِهم جَمْعُ عَذَبَة . وعَذَبَاتُ الناقةِ : قَوَائِمُهَا . وفَرَسُ يَزِيدَ بْنِ سُبَيْع . ويَوْمُ العَذَبَاتِ : مِنْ أَيَّامِهِم . وفي الأَسَاس : وفلان لا يَشْرَب المُعَذَّبَةَ أَي الخَمْرَ المَمْزوجَةَ . واسْتَدرَكَ شيخُنَا على المُؤَلِّف : أَنَّه يقال : اعذَوْذَبَ المَاءُ كاحْلَوْلَى إِذَا صَارَ عَذْباً ذكره جماعَةٌ وأَغْفَلَه الجَمَاهِيرُ كالمُصَنِّف . قلت : وهو وَارِدٌ في كلامِ سَيِّدِنا عَلِيٍّ رضي الله عَنْه يَذُمُّ الدُّنيا : اعْذَوْذَبَ جَانِب مِنْهَا واحْلَوْلَى . قال ابْنُ مَنْظُور : هُمَا افْعُوْعَلَ من العُذُوبَةِ والحَلاَوَة وهو مِن أَبْنِيَة المُبَالَغة وقد ذكره غيرُ وَاحِدٍ من أَئِمَّة اللُّغَة وذكره اللَّبلِيُّ مع أَخَوَاتِه في بُغْيَةِ الآمال فلا أَدْرِي مَاذَا أَرَاد بالجَمَاهِير . ومما يُسْتَدْرَكُ على المؤلف : امرَأَةٌ مِعْذَابُ الرِّيقِ : سَائِغَتُه حُلْوَتُه . قال أَبُو زُبَيْد
إِذَا تَطَيَّبْت بَعْدَ النَّوْم عِلَّتَها ... نَبَّهْتَ طَيِّبَةَ العِلاَّت مِعْذَابَاويُقَالُ : إِنَّه لَعَذْبُ اللِّسَان عَنِ اللِّحْيَانِيّ . قال : شُبِّه بالعَذْبِ مِن المَاءِ . ويقال : مررتُ بمَاءٍ مَا بِه عَذِبَةٌ كفَرِحَة أَي لا رِعْيَ فِيهِ ولا كَلأَ . وأَبُو عَذَبَة مُحَرَّكةً تَابِعِيٌّ عن عمرو عنه شُريح بن عُبيد