المَرِيعُ كأمِيرٍ : الخَصِيبُ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ كالمِمْراعِ بالكَسْرِ عن ابْنِ دُرَيْدٍ يُقَالُ : غَيْثٌ مِمْرَاعٌ كمَرِيعٍ وفي حدِيثِ جَريرٍ رضيَ اللهُ عنْهُ : وجَنابُنَا مَرِيعٌ ج : أمْرُعٌ وأمْراع قالَ الجَوْهَرِيُّ : كيَمِينٍ وأيْمُنٍ وأيْمانٍ وأنْشَدَ لأبي ذُؤَيْبٍ :
أكَلَ الجَميمَ وطاوَعَتْهُ سَمْحَجٌ ... مَثْلُ القَناةِ وأزْعَلَتْهُ الأمْرُعُ قالَ ابنُ بَرِّيّ : لا يَصِحُّ أنْ يُجْمَعَ مَرِيعٌ على أمْرُعٍ لأنَّ فَعِيلاً لا يُجْمَعُ على أفْعُلٍ إلاّ إذا كانَ مُؤَنَثَّاً نَحْوَ يمين وأيْمُنٍ وأمّا أمْرُعٌ في بَيْتِ أبي ذُؤَيْبٍ فَهُو جَمْعُ مَرْعٍ وهُوَ الكَلأُ
قلتُ : وهذا الّذِي أنْكَرَهُ ابنُ بَرِّي على الجَوْهَرِيُّ هُوَ قَوْلُ أبي سَعِيدٍ و الّذِي ذَهَبَ إليْهِ من أنَّه جَمْعُ مَرْعٍ فهُوَ قَوْلُ الأصْمَعِيِّ حكى أنّه جَمْعُ مَرَعٍ مُحَرَّكَةً ومَرُعٍ كنَدُسٍ ومَرْعٍ بالفَتْحِ كذا في شَرْحِ الدِّيوانِ وكِلاَ القَوْليْنِ صَحِيحٌ فتأمَّلْ
مَرعَ الوادِي مُثَلَّثَةَ الرّاءِ مَراعَةً كسَحابَةٍ ومَرْعاً : أكْلأَ وأخْصَبَ كأمْرَعَ وقيلَ : لَمْ يأتِ مَرَعَ وقال ابنُ الأعْرَابِيّ أمْرَعَ المَكَانُ لا غَيْرُ
وفي المَثَلِ : أمْرَعَ وادِيهِ وأجْنَى حُلَّبُهْ قالَ ابنُ عَبّادٍ : يُضْرَبُ لِمَن اتَّسَعَ أمْرُه واسْتَغْنَى
ويُقَالُ : أرْضٌ أُمْرُوعَةٌ بالضَّمِّ أي : خِصْبَةٌ
وقَدْ أمْرَعَتْ : إذا أعْشَبَتْ فَهِي مُمْرِعَةٌ قالَهُ ابنُ شُمَيْلٍ
ومَرَعَ رَأسَهُ بالدُّهْنِ كمَنَع : مَسَحَهُ وقيلَ : أكْثَرَ منْهُ وأوْسَعَهُ كأمْرَعَهُ وعلى الأخِيرِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ وأنْشَدَ قَوْلَ رُؤْبَةَ :
" كغُصنِ بانٍ عُودُه سَرَعْرَعُ
" كأنَّ وَرْداً منْ دِهانٍ يُمْرَعُ
" لَوْنِي ولَوْ هَبَّتْ تَسْفَعُ يَقُول : كأنَّ لَوْنَه يُعْلى بالدُّهْنِ لصَفائِه
ومَرَعَ شَعْرَهُ : رَجَّلَهُ عن ابنِ عَبّادٍ
وقالَ أيْضاً : رَجُلٌ مَرِعٌ ككَتِفٍ : يَطْلُبُ المَرْعَ أي الخِصْبَ وفي الأساسِ : يُحِبُّ المَرْعَ وفَرَّقَ بَيْنَ المَرِعِ والمُتَمَرِّعَِ فالأُولَى مُحِبُّ المَرْعِ والثانِيَةُ طالِبُه ووَحدَّهُمَا ابنُ عَبّادٍ فتأمَّلْ
وقالَ ابنُ دُرَيدٍ : مارِعَةُ : أبو بَطْنٍ وكانَ مَلِكاً في الدَّهْرِ الأوّلِ وهُمْ المَوَارِعُ لوَلَدِه
والمُرَعَةُ كهُمَزَةٍ كما نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عنِ ابْنِ السِّكِّيت وصَوَّبَ الصّاغَانِيُّ أنَّه مِثْلُ غُرْفَةٍ قالَ : وهكذا رَأيْتُه في كِتابِ الطَّيْرِ لأبي حاتِمٍ السِّجِسْتانِيِّ بخَطِّ أبي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ القاسِم الأنْبَاريِّ مضْبُوطاً بسكون الراءِ ضبْطاً بَيِّناً قال : وكذلكَ رَأيْتُ في نُسْخَةٍ أُخْرَى من هذا الكتاب أيضاً صحيحة مضْبُوطاً هكذا بفَتْح الراءِ في الواحِدِ قالَ ابنُ السِّكِّيتِ : هو طَائِرٌ يُشْبِهُ الدُرّاجَ وقالَ أبو عَمْروٍ : هو طائِرٌ أبْيَضُ حَسَنُ اللَّوْنِ طَيِّبُ الطَّعْمِ في قَدْرِ السُّمانَي لا يَظْهَرِ إلا في المَطَرِ وقالَ ابنُ الأثيرِ : يَقَعُ في المَطَرِ منَ السَّماءِ ج : مُرَعٌ مِثْلُ : رُطَبٍ ورُطَبَةٍ وأنْشَدَ أبو حاتِمٍ في كِتابِ الطَّيْرِ :
بهِ مُرَعٌ يَخْرُجْنَ منْ خَلْفِ وَدْقِه ... مَطَافيلُ جُونٌ رِيشُهَا يَتصَبَّبُ قالَ الصّاغَانِيُّ : هكذا أنْشَدَه والشعْرُ لمُلَيْحِ بنِ الحَكَمِ الهُذَلِيِّ يَصِفُ سَحاباً والرِّوايَةُ :
تَرَى مُرَعاً يَخْرُجْنَ منْ تحْتِ ودْقِه ... منَ الماءِ جُوناً رِيشُها يتَصَبَّبُ قلت : وأنْشَدَه ابنُ الأعْرَابِيّ أيْضاً في النّوادِرِ هكذا إلا أنَّهُ قالَهُ : لَهُ مُرَعٌ وقَبْلَ البَيْتِ بَيْتَانِ هما :
سَقَى جارَتَيْ سُعْدَى وسُعْدَى ورَهْطَها ... وحَيثُ التَقَى بسُعْدَى ومَغْرِبُ
بذي هَيْدَبٍ أيْمَا الرُّبَى تَحْتَ وَدْقِه ... فترْوَى وأيْما كُلُّ وادٍ فَيَرْعَبُ لَهُ مُرَعٌ... إلى آخِرِه
وقالَ سِيبَوَيْهِ : لَيْسَ المُرَعُ تَكْسيرَ مُرَعَة إنّما هُو مِنْ بابِ تَمْرَةٍ وتَمْرٍ لأنَّ فُعَلَةَ لا تُكَسَّرُ لقِلَّتِها في كَلامِهِم ألا تَرَاهُمْ قالُوا : هذا المُرَعُ فَذَكَّرُوا فلَوْ كانَ كالغُرَفِ لأنَّثُوا
وقالَ الفَرّاءُ : في جَمْعِ المُرَعِ الّذِي هُوَ جَمْعُ المُرَعَةِ مِرْعَانٌ بالكَسْرِ كصُرَدٍ وصِرْدانٍ كما في العُبابِ
والمُرْعَةُ والمِراعُ كغُرْفَةٍ وكِتابٍ : الشَّحْمُ والسّمنُ لأنَّهُ منَ الإمْرَاعِ يَكُونُ كما في المُحِيطِ
وأمْرَعَه أي : الوادِي : أصابَهُ مَرِيعاً أيْ خِصْباً فهُوَ مُمْرِعٌ كما في الصِّحاحِ
وأمْرَع بغائِطِه أو بَوْله : رَمَى بهِ خَوْفاً هكذا مُقْتَضَى سِياقِه وهو غَلَطٌ وصَوابُه : مَرَعَ بغائِطِه وبَوْلِه : رَمَى بِهِمَا خَوْفاً هكذا ثُلاثِيَّاً كما هُوَ نَصُّ المُحِيط ونَقَله الصّاغَانِيُّ في العُبَابِ والتَّكْمِلَةِ أيْضاً هكذا
وفي المَثَلِ : أمْرَعْتَ فأنْزِلْ كما في الصِّحاحِ قال الصّاغَانِيُّ : أي : أصَبْتَ حاجَتَكَ فانْزِلْ كقَوْلِ أبي النَّجْم :
" مُسْتأسِجاً ذِبّانُه في غَيْطَلِ
" يَقُلْنَ للرّائِدِ : أعْشَبْتَ انْزِلِ قلتُ : وأنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ :
" بما شِئْت منْ خَزٍّ وأمْرَعْتَ فانْزِلِ وقالَ ابنُ عَبّادٍ : تَمَرَّعَ الرَّجُلُ : إذا أسْرَعَ أو طَلَبَ المَرْعَ أي : الخِصْبَ يُقَالُ : رَجُلٌ مُتَمَرِّعٌ وكذلك مَرِعٌ وقد تَقدَّمَ ما فيه
وتَمَرَّعَ أنْفُه : تَرَمَّعَ والزّايُ لُغَةٌ فيهِ ومنْهُ حَديثُ مُعَاذٍ : حتى خُيِّلَ إلى أنَّ أنْفَهُ يَتَمَرَّعُ ويُرْوَى يَتَمَزَّعُ بالزّاي وهُوَ الصَّحِيحُ أي : مِنْ شِدَّةِ غَضَبِه وقالَ أبو عُبَيْدٍ : أحْسِبُه يَتَرَمَّعُ
وانْمَرَعَ في البِلادِ : ذَهَبَ
ومما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ : قالَ أعْرَابِيُ : أتَتْ عَلَيْنَا أعْوامٌ أمْرُعٌ : إذا كانَتْ خِصْبَةً
ومَرِعَ الرَّجُلُ كفَرِحَ : وَقَعَ في خِصْبٍ
ومَرِعَ : إذا تَنَعَّمَ
ومَكَانٌ مَرِعٌ ككَتِفٍ : خَصِيبٌ مُمْرِعٌ ناجِعٌ قالَ الأعْشَى :
سَلِسٍ مُقَلَّدُه أسِي ... لٍ خَدُّهُ مَرِعٍ جَنابُهْ ويُقَالُ : القَوْمُ مُمْرِعُونَ : إذا كانَتْ مَوَاشِيهِمْ في خِصْبٍ
والمُمْرِعَةُ منَ الأرْضِ : المُكْلِئَةُ منَ الرَّبِيعِ واليَبِيسِ
وقالَ أبو حَنِيفَةَ : مَمارِيعُ الأرْضِ : مَكَارِمُها هكذا ذكَرَهُ ولَمْ يَذْكُرْ له واحِداً
ورَجُلٌ مَرِيعُ الجَنَابِ : كَثِيرُ الخَيْرِ على المَثَلِ
ومَرْوَعُ كجَعْفَرٍ : أرْضٌ قالَ رُؤْبَةُ :
" في جَوْفِ أجْنَى منْ حِفَافَيْ مَرْوَعَا مزع
الرَّوْعُ : الفَزَعُ راعَهُ الأَمْرُ يَروعُه رَوْعاً وفي حديث ابن عبّاسٍ إذا شَمِطَ الإنسانُ في عارِضَيْهِ فذلكَ الرَّوْعُ . كأَنَّه أَرادَ الإنذارَ بالمَوتِ . وقال الليثُ : كُلُّ شيءٍ يَروعُكَ منه جَمالٌ وكَثرَةٌ تَقول : راعَني فهو رائعٌ كالارْتِياعِ قال النّابِغَةُ الذُّبْيانِيُّ يصف ثَوراً :
فارْتاعَ من صَوْتِ كَلاّبٍ فباتَ لهُ ... طَوْعَ الشَّوامِتِ من خوفٍ ومن صَرَدِ ويقال : ارْتاعَ منه وله . والتَّرَوُّع قال رُؤْبة :
ومَثَلُ الدنيا لمَن تَرَوَّعا ... ضَبَابَةٌ لا بُدَّ أن تَقَشَّعا
" أو حَصْدُ حَصْدٍ بعدَ زَرْعٍ أَزْرَعا الرَّوْع : د باليمنِ قربَ لَحْجٍ نقله الصَّاغانِيّ . الرَّوْعة : الفَزْعة وهي المَرّةُ الواحدةُ من الرَّوْع : الفزَع والجمعُ رَوْعَاتٌ ومنه الحديث : " اللهُمَّ آمِنْ رَوْعَاتِي واسْتُرْ عَوْرَاتي " وفي الحديث : " فأعطاهُم برَوْعَةِ الخَيل " يريد أنَّ الخيلَ راعَتْ نساءَهم وصِبيانَهم فأعطاهم شيئاً لِما أصابَهم من هذه الرَّوْعة . قال ابْن الأَعْرابِيّ : الرَّوْعة : المَسحَةُ من الجَمال والرَّوْقَة : الجَمالُ الرائِق . قال الأَزْهَرِيّ : يقال : هذه شَرْبَةٌ راعَ بها فؤادي أي : بَرَدَ بها غُلَّةَ رُوعي ومنه قولُ الشاعر :
سَقَتْني شَرْبَةً راعَتْ فؤادي ... سَقاها اللهُ من حَوْضِ الرَّسولِ صلّى الله عليه وسلَّم . وراعَ فلانٌ : أَفْزَع كرَوَّعَ تَرْوِيعاً لازِمٌ مُتعَدٍّ فارْتاعَ نقله الجَوْهَرِيّ ومنه الحديث : " لن تُراعوا ما رَأَيْنا من شيءٍ " وقد رِيعَ يُراعُ : إذا فَزِعَ . وقولهم : لا تُرَعْ أي لا تَخَفْ ولا يَلْحَقْكَ خوفٌ قال أبو خِراشٍ :
" رَفَوْني وقالوا يا خُوَيْلِدُ لا تُرَعْفقلتُ وأَنكرْتُ الوجوهَ : همُ هُمُ وللأنثى : لا تُراعي قال قَيْسُ بني عامر :
أيا شِبْهَ لَيْلَى لا تُراعي فإنَّني ... لكِ اليومَ من وَحْشِيَّةٍ لصَديقُ
راعَ فلاناً الشيءُ : أَعْجَبه نقله الجَوْهَرِيّ ومنه الحديثُ في صفةِ أهلِ الجنَّةِ : " فيَرُوعُه ما عَلَيْه من اللِّباسِ " أي يُعجبُه حُسنُه . راعَ في يدي كذا وراقَ أي أفادَ نقله الصَّاغانِيّ هكذا في كتابَيْه ولكنه فيهما فادَ بغيرِ ألف ثمّ وَجَدْتُ صاحبَ اللِّسان ذَكَرَه عن النوادرِ في ريع : راعَ في يدي كذا وكذا وراقَ مثلُه أي : زادَ فعُلِمَ من ذلك أنّ الصَّاغانِيّ صَحَّفَه وقلَّدَه المُصَنِّف في ذِكرِه هنا وصوابُه أن يُذكَر في التي تَليها فَتَأَمَّلْ . راعَ الشيءُ يَروعُ ويَريعُ رُواعاً بالضَّمّ : رَجَعَ إلى مَوْضِعِه . وارْتاعَ كارْتاحَ نقله ابْن دُرَيْدٍ وأوردَه الجَوْهَرِيّ في ريع فإنّ الحَرفَ واوِيٌّ يائِيٌّ وذكر هنا أنه سُئِلَ الحسَنُ البَصْريُّ عن القَيءِ يَذْرَعُ الصائمَ فقال : هل راعَ منه شيءٌ ؟ فقال له السائلُ : ما أدري ما تقول فقال : هل عادَ منه شيءٌ ؟ . ورائِعَةٌ : مَنْزِلٌ بين مكّةَ والبَصرةِ أو هو ماءٌ لبَني عُمَيْلةَ ومَوْضِعٌ بين إمَّرَةَ وضَرِيَّةَ كما في العُباب أو هو أي هذا المَوضعُ المذكور بالباءِ المُوَحَّدةِ وهذا خطأ والصوابُ : أو هو بالغَينِ المُعجَمة ففي مُعجَمِ البَكرِيِّ : رائِغَةُ بالغَين : مَنْزِلٌ لحاجِّ البَصرةِ بين إمَّرَةَ وطَخْفَةَ كما سيأتي إن شاءَ اللهُ تعالى في روغ . ودارٌ رائِعَةٌ : مَوْضِعٌ بمكّةَ شرَّفَها اللهُ تعالى جاءَ ذِكرُه في الحديث . هكذا ضبطه الصَّاغانِيّ بالعَين المُهمَلة وفي التبصير للحافظ : رائِغَة بالغَينِ المُعجَمة : امرأةٌ تُنسَبُ إليها دارٌ بمكّة يقال لها : دارُ رائِغَةَ قيَّدَها مُؤْتَمَنٌ الساجِيُّ هكذا فَتَنَبَّه لذلك به قَبْرُ آمِنَةَ أمِّ النبيِّ صلّى الله عليه وسلَّم ورَضِيَ اللهُ عنها في قولٍ وقيل : في شِعْبِ أبي دُبٍّ بمكّةَ أيضاً وقيل : بالأَبْواءِ بين مكّةَ والمدينةِ شرَّفهُما اللهُ تعالى والقولُ الأخيرُ هو المشهور . ورائِعٌ : فِناءٌ من أَفْنِيَةِ المدينةِ على ساكِنها أَفْضَلُ الصلاةِ والسلام . وكشَدَّادٍ : الرَّوَّاعُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ التُّجِيبيّ . وسُلَيْمانُ بنُ الرَّوَّاعِ الخُشَنيُّ شيخٌ لسعيدِ بن عُفَيْر وأحمدُ بنُ الرَّوَّاع بن بُرْدِ بنِ نَجيحٍ المِصريّ المُحدِّثون ذَكَرَهم ابنُ يونُسَ هكذا وأَوْرَدَهم الصَّاغانِيّ في هذا الباب وهو خطأٌ والصوابُ بالغَين المُعجَمةِ في الكلِّ كما ضَبَطَه الحافظُ بنُ حجَرٍ وسيأتي للصاغانيِّ في الغَينِ أيضاً على الصواب وتَبِعَهُ المُصَنِّف هناك من غيرِ تَنْبِيه فليُتَنَبَّه لذلك . الرَّواع : امرأةٌ شَبَّبَ بها رَبيعةُ بنُ مَقْرُومٍ الضَّبِّيِّ . مُقتَضى سِياقُه أنّه كشَدَّاد وهو المفهومُ من سِياقِ العُباب فإنّه أَوْرَدَه عَقِبَ ذِكرِه الأسماءَ التي تقدَّمَت وضبطهم كشَدّادٍ والصوابُ أنّه كسَحابٍ كما هو مضبوطٌ في التكملة أو هي كغُراب وهذا أكثر حيثُ يقول :
ألا صَرَمَتْ موَدَّتَكَ الرُّوَاعُ ... وجَدَّ البَينُ منها والوَداعُ وقال بِشرُ بن أبي خازِمٍ :
تحَمَّلَ أَهْلُها منها فبانوا ... فَأَبْكَتْني منازِلُ للرُّواعِوأبو رَوْعَةَ الجُهَنيُّ : ممّن وَفَدَ على النبيِّ صلّى الله عليه وسلَّم المدينةَ مع أخيه لأمِّه عبدِ العُزَّى بنِ بَدْرٍ الجُهَنيّ رَضِيَ اللهُ عنهما ولم يَذْكُرْ أبا رَوْعَةَ الذَّهَبيُّ ولا ابنُ فَهْدٍ فهو مُستَدرَكٌ عليهما في مُعجَمَيْهِما . والرُّوع بالضَّمّ : القَلب كما في الصحاح أو الرُّوع : مَوْضِعُ الرَّوْع أي الفزَعِ منه أي من القَلب أو رُوعُ القَلبِ : سَوادُه وقيل : الذِّهْنُ وقيل : العَقل الأخيرُ نَقَلَه الجَوْهَرِيّ . ويقال : وَقَعَ ذلك في رُوعي أي نَفْسِي وَخَلَدي وبالي وفي الحديث : " إنَّ رُوحَ القُدُسِ نَفَثَ في رُوعي أنَّ نَفْسَاً لن تَموتَ حتى تَسْتَكمِلَ رِزقَها فاتَّقوا اللهَ وأَجْمِلوا في الطَّلَب " قال أبو عُبَيْدة : معناه : في نَفْسِي وَخَلَدي ونحو ذلك ومنه الحديث : قال صلّى الله عليه وسلَّم لعُروَةَ بنِ مُضَرِّس بنِ أَوْسِ بنِ حارِثَةَ بنِ لأْمٍ الطائيِّ رَضِيَ اللهُ عنه - حين انتهى إليه وهو بجَمْعٍ قبلَ أن يُصلّي الغَداةَ فقال : يا نبيَّ اللهِ طَوَيْتُ الجَبلَيْن ولَقِيتُ شِدَّةً - : " أَفْرَخَ رُوعُكَ مَن أَدْرَكَ إفاضَتَنا هذه فقد أَدْرَكَ " عني الحَجَّ أي خَرَجَ الفزَعُ من قَلْبِك هكذا فَسَّرَه أبو الهَيثَم ويُروى رَوْعُك بالفَتْح أو هي الرِّوايةُ فقط . قال الأَزْهَرِيّ : كلُّ من لَقِيتَه من اللُّغَويِّين يقول : أَفْرَخَ رَوْعُه بفتحِ الراء إلاّ ما أَخْبَرني به المُنذِريُّ عن أبي الهَيثَمِ أنّه كان يقول : إنّما هو أَفْرَخَ رُوعُه بالضَّمّ . وفي العُباب : قال أبو أحمدَ الحسَنُ بنُ عَبْد الله بنِ سعيدٍ العَسكَريُّ : أَفْرَخَ رَوْعُك أي زالَ عنكَ ما تَرْتَاعُ له وتخافُ وذهبَ عنك وانْكشفَ كأنّه مأخوذٌ من خروجِ الفَرْخِ من البَيضَةِ وانكِشافِ الغُمّةِ عنك وقال أبو عُبَيْدٍ : أَفْرِخ رَوْعَك تفسيرُه : ليَذهبْ رُعبُكَ وَفَزَعُك فإنّ الأمرَ ليس على ما تُحاذِرُه . وفي حديثِ مُعاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عنه : أنّه كَتَبَ إلى زيادٍ وذلك أنّه كان على البَصْرةِ وكان المُغيرَةُ بنُ شُعبةَ على الكُوفَةِ فتُوفِّيَ بها فخافَ زيادٌ أن يُوَلِّيَ مُعاويةُ عَبْد الله بنَ عامِرٍ مكانَه فَكَتَبَ إلى مُعاوِيةَ يُخبِرُه بوفاةِ المُغيرَة ويُشيرُ عليه بتَولِيَةِ الضَّحَّاكِ بنِ قَيْسٍ مكانَه ففَطِنَ له مُعاوِيَةُ وَكَتَبَ إليه : قد فَهِمْتُ كِتابَكَ وليُفْرِخْ رُوعُكَ أبا المُغيرَةِ وقد ضَمَمْنا إليكَ الكُوفةَ مع البَصرةِ . المَشهورُ عندَ أئمَّةِ اللُّغَة بالفَتْح إلاّ أبا الهَيثَم فإنّه رواهٌ بالفَتْح والمَعنى : أي أَخْرِجْ الرَّوْعَ من رُوعِك أي الفزَعَ مِن قَلْبِك . قال أبو الهَيثَمِ : ويقال : أَفْرَخَتِ البَيضةُ إذا خَرَجَ الفَرخُ منها قال : والرَّوْعُ بالفَتْح : الفزَعُ والفزَعُ لا يَخْرُجُ من الفزَعِ وإنّما يخرجُ من مَوْضِعٍ يكونُ فيه الفزَع وهو الرُّوعُ بالضَّمّ قال : والرَّوْعُ في الرُّوعِ كالفَرْخِ في البَيضَة يقال : أَفْرَخَتِ البَيضَةُ إذا تفَلَّقَتْ عن الفَرْخِ فَخَرَجَ منها وأَفْرَخَ فؤادُ رجُل : إذا خَرَجَ رَوْعُه قال : وَقَلَبَه ذو الرُّمَّةِ على المَعرِفَةِ بالمَعنى فقال يصفُ ثَوْرَاً :
وَلَّى يَهُزُّ اهْتِزازاً وَسْطَها زَعِلاً ... جَذْلانَ قد أَفْرَخَتْ عن رُوعِهِ الكُرَبُ قال : ويقال : أَفْرِخْ رُوعَكَ على الأمرِ أي اسْكُنْ وأْمَنْ قال الأَزْهَرِيّ : والذي قالَه أبو الهَيثَمِ بَيِّنٌ غيرَ أنِّي أَسْتَوحِشُ منه ؛ لانْفِرادِه بقَولِه . وقد يَسْتَدرِكُ الخلَفُ على السَّلَفِ أَشْيَاءَ رُبَّما زَلُّوا فيها . فلا نُنكِر إصابَة أبي الهَيثمِ فيما ذهبَ إليه وقد كان له حَظٌّ من العِلمِ مَوْفُورٌ رَحِمَه اللهُ تعالى . وناقةٌ رُوَاعَةُ الفُؤاد ورُواعُه بضَمِّهما إذا كانت شَهْمَةً ذَكِيّةً قال ذو الرُّمَّةِ :
رَفَعْتُ له رَحْلِي على ظَهْرِ عِرْمِسٍ ... رُواعِ الفؤادِ حُرَّةِ الوَجهِ عَيْطَلِوالرَّوْعاء : الفرَسُ والناقةُ الحَديدةُ الفؤادِ ولا يُوصَفُ به الذَّكَر كما في الصحاح وفي التهذيب : فرَسٌ رُواعٌ . بغيرِ هاءٍ . وقال ابْن الأَعْرابِيّ : فرَسٌ رَوْعَاء : ليستْ من الرَّائِعَة ولكنّها التي كأنَّ بها فزَعٌ من ذَكائِها وخِفَّةِ رُوحِها . والأَرْوَع من الرِّجال : مَن يُعجِبُكَ بحُسنِه وجَهارَةِ مَنْظَرِه مع الكرَمِ والفَضْلِ والسُّؤْدُدِ أو بشَجاعتِه وقيل : هو الجميلُ الذي يَروعُكَ حُسنُه ويُعجِبُكَ إذا رَأَيْتَه قال ذو الرُّمَّةِ :
" إذا الأَرْوَعُ المَشْبوبُ أَضْحَى كأنَّهعلى الرَّحْلِ ممّا مَنَّهُ السَّيْرُ أَحْمَقُ وقيل : هو الحَديد ورجلٌ أَرْوَعُ : حَيُّ النَّفْسِ ذَكِيٌّ كالرَّائِع ج : أَرْوَاعٌ ورُوعٌ بالضَّمّ . أمّا الرُّوعُ فجمعُ أَرْوَع ورَوْعَاء يقال : رِجالٌ رُوعٌ ونِسوَةٌ رُوعٌ . وأمّا الأَرْواعُ فجَمعُ رائِعٍ كشاهِدٍ وأَشْهَاد وصاحِبٍ وأَصْحَابٍ ومنه حديثُ وائِلِ بنِ حُجْرٍ : إلى الأَقْيالِ العَباهِلَةِ والأَرْواعِ المَشابيبِ . وهم الحِسانُ الوجوه الذين يَرُوعونَ بجَهارَةِ المَناظرِ وحُسنِ الشارات . وقيل : هم الذينَ يَروعونَ الناسَ أي يُفزِعونَهم بمَنظَرِهم ؛ هَيْبَةً لهم والأوّلُ أَوْجَه . والاسمُ : الرَّوَع مُحرّكةً يقال : هو أَرْوَعُ بَيِّنُ الرَّوَعِ وهي رَوْعَاءُ بَيِّنَةُ الرَّوَعِ والفِعلُ من كلِّ ذلك واحدٌ فالمُتَعَدِّي كالمُتَعَدِّي . وغيرُ المُتَعَدِّي كغيرِ المُتَعَدِّي . قال الأَزْهَرِيّ : والقياسُ في اشتِقاقِ الفِعلِ منه رَوِعَ يَرْوَعُ رَوَعَاً . قال شَمِرٌ : رَوَّعَ خُبْزَه بالسَّمْنِ تَرْوِيعاً ورَوَّغَه إذا رَوّاهُ به . قال ابنُ عَبّادٍ : أَرْوَعَ الراعي بالغنَم إذا لَعْلَعَ بها قال : وهو زَجْرٌ لها . المُرَوَّع كمُعَظَّمٍ : مَن يُلقى في صَدْرِه صِدقُ فِراسَةٍ أو من يُلهَمُ الصوابَ وبهما فُسِّرَ الحديثُ المَرفوع : " إنَّ في كلِّ أمَّةٍ مُحَدَّثينَ ومُرَوَّعينَ فإنْ يكُنْ في هذه الأُمَّةِ أُحَدٌّ فإنَّ عُمرَ منهم " وكذلك المُحدَّث كأنّه حُدِّثَ بالحَقِّ الغائبِ فَنَطَقَ به . وَتَرَوَّع الرجلُ : تفَزَّعَ وهذا قد تقدّمَ له في أوّلِ المادةِ وأنشدْنا هناكَ شاهِدَه من قَوْلِ رُؤْبَةَ فهو تَكْرَارٌ . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : الرُّوَاع بالضَّمّ : الفزَعُ راعَني الأمرُ رُواعاً بالضَّمّ ورُووعاً ورُؤُوعاً عن ابْن الأَعْرابِيّ . كذلك حكاهُ بغَيرِ هَمُزٍ وإن شِئْتَ هَمَزْت وكذلك رَوَّعَه إذا أَفْزَعَه بكَثْرَتِه أو جَمالِه . ورجلٌ رَوِعٌ ورائِعٌ : مُتَرَوِّعٌ كِلاهما على النَّسَبِ صَحَّت الواوُ في رَوِعَ ؛ لأنّهم شَبَّهوا حَرَكَةَ اللِّينِ التابعِ لها فكأَنَّ فَعِلاً فَعيلٌ وقد يكونُ رائِعٌ فاعِلاً في معنى مَفْعُول كقَولِه :
" ذَكَرْتُ حَبيباً فاقِداً تَحْتَ مَرْمَسِ وقولُ الشاعرِ :
" شُذَّانُها رائِعَةُ من هَدْرِهِ أي : مُرْتاعَةٌ وقال الأَزْهَرِيّ : وقالوا : راعَهُ أمرُ كذا أي بَلَغَ الرَّوْعُ رُوعَه . والرّائِعُ من الجَمال : الذي يُعجِبُ رُوعَ مَن رآه فيَسُرُّه . وكلامُ رائِعٌ أي فائِقٌ وهو مَجاز . وزِينَةٌ رائعةٌ أي حَسَنَةٌ . وفرَسٌ رَوْعَاء ورائعةٌ : تَرُوعُكَ بعِتْقِها وخِفَّتِها قال :
رائِعَةٌ تَحْمِلُ شَيْخَاً رائِعا ... مُجَرَّباً قد شَهِدَ الوَقائِعاونِسوَةٌ رَوائع ورُوعٌ . وقلبٌ أَرْوَعُ ورُوَاعٌ : يَرْتَاع لحِدَّتِه من كلِّ ما سَمِعَ أو رأى . وقال ابْن الأَعْرابِيّ : فرَسٌ أَرْوَعُ كرجُلِ أَرْوَعَ . وشَهِدَ الرَّوْعَ أي الحَربَ . وهو مَجاز . وثابَ إليه رُوعُه بالضَّمّ أي ذهبَ إلى شيءٍ ثمّ عادَ إليه . ويقال : ما راعَني إلاّ مَجيئُك معناه : ما شَعَرْتُ إلاّ بمَجيئِك كأنّه قال . ما أصابَ رُوعي إلاّ ذلك وهو مَجاز وفي حديثِ ابنِ عَبّاسٍ : فلم يَرُعْني إلاّ رجُلٌ آخِذٌ بمَنْكِبي . أي لم أَشْعُرْ كأنّه فاجأه بَغْتَةً من غيرِ مَوْعِدٍ ولا مَعْرِفَةٍ فراعَه ذلك وأَفْزَعَه . وقال أبو زيدٍ : ارْتاعَ للخَيرِ وارْتاحَ له بمعنىً واحدٍ . وأبو الرُّوَاعِ كغُرابٍ : من كُناهُم . والرُّواعُ بنتُ بَدْرِ بنِ عَبْد الله بنِ الحارثِ بن نُمَيْرٍ : أمُّ زَرْعَةَ وعَلَسٍ ومَعْبَدٍ وحارِثَةَ بني عَمْرِو بن خُوَيْلِدِ بن نُفَيْلِ بنِ عَمْرِو بنِ كلابٍ . والأَرْوَع : الذي يُسرِعُ إليه الارْتِياعُ نقله ابنُ بَرِّيّ في ترجمة عجس . ومَرْوَعٌ كَمَقْعَدٍ : مَوْضِعٌ قال رُؤْبةُ :
فباتَ يَأْذَى مِن رَذاذٍ دَمَعَا ... مِن واكِفِ العِيدانِ حتى أَقْلَعا
" في جَوْفِ أَحْبَى من حِفَافَيْ مَرْوَعا وراعَ الشيءُ يَروعُ : فَسَدَ وهذا نَقَلَه شَيْخُنا عن الاقْتِطاف . والمُراوَعَة - مُفاعَلة من الرَّوْع - : قريةٌ باليمن وبها دُفنَ الإمامُ أبو الحسَنِ عليُّ بنُ عمرَ الأَهْدَل أحَدُ أَقْطَابِ اليمن وولَدُه بها بارَكَ الله في أَمْثَالِهم