الإِبِلُ
والإِبْلُ الأَخيرة عن كراع معروف لا واحد له من لفظه قال الجوهري وهي مؤَنثة لأَن
أَسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إِذا كانت لغير الآدميين فالتأْنيث لها
لازم وإِذا صغرتها دخلتها التاء فقلت أُبَيلة وغُنَيْمة ونحو ذلك قال وربما قالوا
للإِ
الإِبِلُ
والإِبْلُ الأَخيرة عن كراع معروف لا واحد له من لفظه قال الجوهري وهي مؤَنثة لأَن
أَسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إِذا كانت لغير الآدميين فالتأْنيث لها
لازم وإِذا صغرتها دخلتها التاء فقلت أُبَيلة وغُنَيْمة ونحو ذلك قال وربما قالوا
للإِبِل إِبْل يسكِّنون الباء للتخفيف وحكى سيبويه إِبِلان قال لأَن إِبِلاً اسم
لم يُكَسَّر عليه وإِنما يريدون قطيعين قال أَبو الحسن إنما ذهب سيبويه إِلى الإِيناس
بتثنية الأَسْماء الدالة على الجمع فهو يوجهها إِلى لفظ الآحاد ولذلك قال إِنما
يريدون قطيعين وقوله لم يُكَسَّر عليه لم يضمر في يُكَسَّر والعرب تقول إِنه ليروح
على فلان إِبِلان إِذا راحت إِبل مع راعٍ وإِبل مع راعٍ آخر وأَقل ما يقع عليه اسم
الإِبل الصِّرْمَةُ وهي التي جاوزت الذَّوْدَ إِلى الثلاثين ثم الهَجْمةُ أَوَّلها
الأربعون إِلى ما زادت ثم هُنَيْدَةٌ مائة من الإِبل التهذيب ويجمع الإِبل آبالٌ
وتأَبَّل إِبِلاً اتخذها قال أَبو زيد سمعتُ رَدَّاداً رجلاً من بني كلاب يقول
تأَبَّل فلان إِبلاً وتَغَنَّم غنماً إذا اتخذ إِبلاً وغنماً واقتناها وأَبَّل
الرجلُ بتشديد الباء وأَبَل كثرت إِبلُه
( * قوله « كثرت إبله » زاد في القاموس بهذا المعنى آبل الرجل إيبالاً بوزن أفعل
إفعالاً )
وقال طُفيل في تشديد الباء فأَبَّلَ واسْتَرْخى به الخَطْبُ بعدَما أَسافَ ولولا
سَعيُنا لم يُؤَبِّل قال ابن بري قال الفراء وابن فارس في المجمل إِن أَبَّل في
البيت بمعنى كثرت إِبلُه قال وهذا هو الصحيح وأَساف هنا قَلَّ ماله وقوله استرخى
به الخطب أَي حَسُنَت حاله وأُبِّلت الإِبل أَي اقتُنِيت فهي مأْبولة والنسبة إلى
الإِبل إِبَليٌّ يفتحون الباء استيحاشاً لتوالي الكسرات ورجل آبِلٌ وأَبِل
وإِبَليٌّ وإِبِليٌّ ذو إِبل وأَبَّال يرعى الإِبل وأَبِلَ يأْبَل أَبالة مثل
شَكِس شَكاسة وأَبِلَ أَبَلاً فهو آبل وأَبِل حَذَق مصلحة الإِبل والشاء وزاد ابن
بري ذلك إِيضاحاً فقال حكى القالي عن ابن السكيت أَنه قال رجل آبل بمد الهمزة على
مثال فاعل إِذا كان حاذقاً برِعْية الإِبل ومصلحتها قال وحكى في فعله أَبِل
أَبَلاً بكسر الباء في الفعل الماضي وفتحها في المستقبل قال وحكى أَبو نصر أَبَل
يأْبُل أَبالةً قال وأَما سيبويه فذكر الإِبالة في فِعالة مما كان فيه معنى
الوِلاية مثل الإِمارة والنِّكاية قال ومثلُ ذلك الإِيالةُ والعِياسةُ فعلى قول
سيبويه تكون الإِبالة مكسورة لأَنها ولاية مثل الإِمارة وأَما من فتحها فتكون
مصدراً على الأَصل قال ومن قال أَبَلَ بفتح الباء فاسم الفاعل منه آبل بالمد ومن
قاله أَبِلَ بالكسر قال في الفاعل أَبِلٌ بالقصر قال وشاهد آبل بالمد على فاعل قول
ابن الرِّفاع فَنَأَتْ وانْتَوى بها عن هَواها شَظِفُ العَيْشِ آبِلٌ سَيّارُ
وشاهد أَبِلٍ بالقصر على فَعِلٍ قولُ الراعي صُهْبٌ مَهاريسُ أَشباهٌ مُذَكَّرةٌ
فات العَزِيبَ بها تُرْعِيَّةٌ أَبِلُ وأَنشد للكميت أَيضاً تَذَكَّرَ مِنْ أَنَّى
ومن أَيْنَ شُرْبُه يُؤامِرُ نَفْسَيْه كذي الهَجْمةِ الأَبِل وحكى سيبوبه هذا من
آبَلِ الناس أَي أَشدِّهم تأَنُّقاً في رِعْيةِ الإِبل وأَعلَمِهم بها قال ولا فعل
له وإِن فلاناً لا يأْتَبِلُ أَي لا يَثْبُت على رِعْيةِ الإِبل ولا يُحْسِنُ
مهْنَتَها وقيل لا يثبت عليها راكباً وفي التهذيب لا يثبت على الإِبل ولا يقيم
عليها وروى الأَصمعي عن معتمر بن سليمان قال رأَيت رجلاً من أَهل عُمَانَ ومعه أَب
كبير يمشي فقلت له احمله فقال لا يأْتَبِلُ أَي لا يثبت على الإِبل إِذا ركبها قال
أَبو منصور وهذا خلاف ما رواه أَبو عبيد أَن معنى لا يأْتبل لا يقيم عليها فيما
يُصْلِحُها ورجل أَبِلٌ بالإِبل بيِّنُ الأَبَلةِ إِذا كان حاذقاً بالقيام عليها
قال الراجز إِن لها لَرَاعِياً جَريّا أَبْلاً بما يَنْفَعُها قَوِيّا لم يَرْعَ
مأْزُولاً ولا مَرْعِيّا حتى عَلا سَنامَها عُلِيّا قال ابن هاجك أَنشدني أَبو
عبيدة للراعي يَسُنُّها آبِلٌ ما إِنْ يُجَزِّئُها جَزْءاً شَدِيداً وما إِنْ
تَرْتَوي كَرَعا الفراء إِنه لأَبِلُ مالٍ على فَعِلٍ وتُرْعِيَّةُ مالٍ وإِزاءُ
مالٍ إِذا كان قائماً عليها ويقال رَجُلٌ أَبِلُ مال بقصر الأَلْف وآبل مالٍ بوزن
عابل من آله يؤُوله إِذا ساسه
( * قوله من آله يؤوله إذا ساسه هكذا في الأصل ولعل في الكلام سقطاً ) قال ولا
أَعرف آبل بوزن عابل وتأْبيل الإِبل صَنْعَتُها وتسمينُها حكاه أَبو حنيفة عن أَبي
زياد الكلابي وفي الحديث الناس كإِبلٍ مائةٍ لا تجد فيها راحلةً يعني أَن
المَرْضِيّ المُنْتَخَبَ من الناس في عِزَّة وُجوده كالنِّجيب من الإِبل القويّ
على الأَحمال والأَسفار الذي لا يوجد في كثير من الإِبل قال الأَزهري الذي عندي
فيه أَن افيفي تعالى ذمَّ الدنيا وحذَّر العبادَ سوء مَغَبَّتها وضرب لهم فيها
الأَمثال ليعتبروا ويحذروا وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُحَذِّرهم ما حذرهم
افيفي ويزهدهم فيها فَرَغِبَ أَصْحابُه بعده فيها وتنافسوا عليها حتى كان الزهد في
النادر القليل منهم فقال تجدون الناس بعدي كإِبل مائة ليس فيها راحلة أَي أَن
الكامل في الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة قليل كقلة الراحلة في الإِبل
والراحلة هي البعير القوي على الأَسفار والأَحمال النجيب التام الخَلْق الحسن
المَنْظَر قال ويقع على الذكر والأُنثى والهاء فيه للمبالغة وأَبَلَت الإِبلُ
والوحشُ تأْبِلُ وتأْبُلُ أَبْلاً وأُبولاً وأَبِلَتْ وتأَبّلتْ جَزَأَتْ عن الماء
بالرُّطْب ومنه قول لبيد وإِذا حَرَّكْتُ غَرْزي أَجْمَرَتْ أَو قِرابي عَدْوَ
جَوْنٍ قد أَبَلْ
( * قوله « وإذا حركت البيت » أورده الجوهري بلفظ وإذا حركت رجلي أرقلت بي تعدو
عدو جون فد أبل )
الواحد آبلٌ والجمع أُبَّالٌ مثل كافر وكفَّار وقول الشاعر أَنشده أَبو عمرو
أَوابِلُ كالأَوْزانِ حُوشٌ نُفُوسُها يُهَدِّر فيها فَحْلُها ويَرِيسُ يصف نُوقاً
شبهها بالقُصور سِمَناً أَوابِلُ جَزَأَتْ بالرُّطْب وحُوشٌ مُحَرَّماتُ الظهور
لعِزَّة أَنفسها وتأَبَّل الوحشيُّ إِذا اجتزأَ بالرُّطْب عن الماء وأَبَلَ الرجلُ
عن امرأَته وتأَبَّل اجتَزأَ عنها وفي الصحاح وأَبَلَ الرجلُ عن امرأَته إِذا
امتنع من غِشْيانِها وتأَبَّل وفي الحديث عن وهب أَبَلَ آدمُ عليه السلام على ابنه
المقتول كذا وكذا عاماً لا يُصِيب حَوَّاء أَي امتنع من غشيانها ويروى لما قتل ابن
آدم أخاه تأَبَّل آدمُ على حَوَّاء أَي ترك غِشْيانَ حواء حزناً على ولده
وتَوَحَّشَ عنها وأَبَلَتِ الإِبل بالمكان أُبولاً أَقامت قال أَبو ذؤيب بها
أَبَلَتْ شَهْرَيْ ربيعٍ كِلاهما فَقَدْ مارَ فيها نَسْؤُها واقْتِرارُها
( * قوله « كلاهما » كذا بأصله والذي في الصحاح بلفظ كليهما )
استعاره هنا للظبية وقيل أَبَلَتْ جَزَأَتْ بالرُّطْب عن الماء وإِبل أَوابِلُ
وأُبَّلٌ وأُبَّالٌ ومؤَبَّلة كثيرة وقيل هي التي جُعِلَتْ قَطِيعاً قَطِيعاً وقيل
هي المتخذة للقِنْية وفي حديث ضَوالِّ الإِبل أَنها كانت في زمن عُمَرَ أُبَّلاً
مُؤَبَّلة لا يَمَسُّها أَحد قال إِذا كانت الإِبل مهملة قيل إِبِلٌ أُبَّلٌ فإِذا
كانت للقِنْية قيل إِبل مُؤَبَّلة أَراد أَنها كانت لكثرتها مجتمعة حيث لا
يُتَعَرَّض إِليها وأَما قول الحطيئة عَفَتْ بَعْدَ المُؤَبَّلِ فالشِّوِيِّ فإِنه
ذَكَّر حملاً على القطيع أَو الجمع أَو النعم لأَن النعم يذكر ويؤنث أَنشد سيبوبه
أَكُلَّ عامٍ نَعَماً تَحْوُونَه وقد يكون أَنه أَراد الواحد ولكن الجمع أَولى
لقوله فالشَّوِيّ والشَّوِيُّ اسم للجمع وإِبل أَوابِلُ قد جَزَأَتْ بالرُّطْب عن
الماء والإِبِلُ الأُبَّلُ المهملة قال ذو الرُّمّة وراحت في عَوازِبَ أُبَّلِ الجوهري
وإِبِلٌ أُبَّلٌ مثالُ قُبَّرٍ أَي مهملة فإِن كانت لِلقِنْية فهي إِبل مُؤَبَّلة
الأَصمعي قال أَبو عمرو بن العلاء من قرأَها أَفلا ينظرون إِلى الإِبْلِ كيف
خُلِقت بالتخفيف يعني به البعير لأَنه من ذوات الأَربع يَبْرُك فيُحمل عليه
الحمولة وغيره من ذوات الأَربع لا يُحْمَل عليه إِلا وهو قائم ومن قرأَها بالتثقيل
قال الإِبِلُ السحابُ التي تحمل الماء للمطر وأَرض مَأْبَلة أَي ذات إِبل وأَبَلَت
الإِبلُ هَمَلَت فهي آبلة تَتبعُ الأُبُلَ وهي الخِلْفَةُ تَنْبُت في الكَلإِ
اليابس بعد عام وأَبِلَت أَبلاً وأُبولاً كَثُرَت وأَبَلَت تأْبِلُ تأَبَّدَت
وأَبَل يأْبِلُ أَبْلاً غَلَب وامتنع عن كراع والمعروف أَبَّل ابن الأَعرابي
الإِبَّوْلُ طائر ينفرد من الرَّفّ وهو السطر من الطير ابن سيده والإِبِّيلُ
والإِبَّوْل والإِبَّالة القطعة من الطير والخيل والإِبل قال أَبابيل هَطْلَى من مُراحٍ
ومُهْمَل وقيل الأَبابيلُ جماعةٌ في تَفْرِقة واحدها إِبِّيلٌ وإِبَّوْل وذهب أَبو
عبيدة إِلى أَن الأَبابيل جمع لا واحد له بمنزلة عَبابِيدَ وشَماطِيطَ وشَعالِيلَ
قال الجوهري وقال بعضهم إِبِّيل قال ولم أَجد العرب تعرف له واحداً وفي التنزيل
العزيز وأَرسل عليهم طيراً أَبابيل وقيل إِبَّالة وأَبَابيل وإِبالة كأَنها جماعة
وقيل إِبَّوْل وأَبابيل مثل عِجَّوْل وعَجاجيل قال ولم يقل أَحد منهم إِبِّيل على
فِعِّيل لواحد أَبابيل وزَعم الرُّؤَاسي أَن واحدها إِبَّالة التهذيب أَيضاً ولو
قيل واحد الأَبابيل إيبالة كان صواباً كما قالوا دينار ودنانير وقال الزجاج في
قوله طير أَبابيل جماعات من ههنا وجماعات من ههنا وقيل طير أَبابيل يتبع بعضها
بعضاً إِبِّيلاً إِبِّيلاً أَي قَطيعاً خَلْفَ قطيع قال الأَخفش يقال جاءت إِبلك
أَبابيل أَي فِرَقاً وطير أَبابيل قال وهذا يجيء في معنى التكثير وهو من الجمع
الذي لا واحد له وفي نوادر الأَعراب جاء فلان في أُبُلَّتِه وإِبالته أَي في
قبيلته وأَبَّل الرجلَ كأَبَّنه عن ابن جني اللحياني أَبَّنْت الميت تأْبيناً
وأَبَّلْته تأْبيلاً إذا أَثنيت عليه بعد وفاته والأَبِيلُ العصا والأَبِيل
والأَبِيلةُ والإِبالة الحُزْمةُ من الحَشيش والحطب التهذيب والإِيبالة الحزمة من
الحطب ومَثَلٌ يضرب ضِغْثٌ على إِيبالةٍ أَي زيادة على وِقْر قال الأَزهري وسمعت
العرب تقول ضِغْثٌ على إِبَّالة غير ممدود ليس فيها ياء وكذلك أَورده الجوهري
أَيضاً أَي بلية على أُخرى كانت قبلها قال الجوهري ولا تقل إِيبالة لأَن الاسم
إِذا كان على فِعَّالة بالهاء لا يبدل من أَحد حر في تضعيفه ياء مثل صِنَّارة
ودِنَّامة وإَنما يبدل إِذا كان بلا هاء مثل دينار وقيراط وبعضهم يقول إِبَالة
مخففاً وينشد لأَسماء بن خارجة ليَ كُلَّ يومٍ من ذُؤَالَة ضِغْثٌ يَزيدُ على
إِبَاله فَلأَحْشَأَنَّك مِشْقَصاً أَوْساً أُوَيْسُ من الهَبالَه والأَبِيلُ رئيس
النصارى وقيل هو الراهب وقيل الراهب الرئيس وقيل صاحب الناقوس وهم الأَبيلون قال
ابن عبد الجن
( * قوله « ابن عبد الجن » كذا بالأصل وفي شرح القاموس عمرو ابن عبد الحق )
أَما وَدِماءٍ مائِراتٍ تَخالُها على قُنَّةِ العُزَّى أَو النَّسْر عَنْدَما وما
قَدَّسَ الرُّهْبانُ في كلِّ هَيْكَلٍ أَبِيلَ الأَبِيلِينَ المَسِيحَ بْنَ
مَرْيَما لقد ذاق مِنَّا عامِرٌ يومَ لَعْلَعٍ حُساماً إِذا ما هُزَّ بالكَفِّ
صَمَّما قوله أَبيل الأَبيلين أَضافه إِليهم على التسنيع لقدره والتعظيم لخطره
ويروى أَبِيلَ الأَبيليين عيسى بْنَ مريما على النسب وكانوا يسمون عيسى عليه
السلام أَبِيلَ الأَبيليين وقيل هو الشيخ والجمع آبال وهذه الأَبيات أَوردها
الجوهري وقال فيها على قنة العزى وبالنسر عَندما قال ابن بري الأَلف واللام في
النسر زائدتان لأَنه اسم علم قال الله عز وجل ولا يَغُوثَ ويَعُوقَ ونَسْراً قال
ومثله قوله الشاعر ولقد نَهَيْتُك عن بنات الأَوبر قال وما في قوله وما قدّس
مصدريةٌ أَي وتسبيح الرهبان أَبيلَ الأَبيليين والأَيْبُليُّ الراهب فإِما أَن
يكون أَعجميّاً وإِما أَن يكون قد غيرته ياء الإضافة وإما أَن يكون من بابِ
انْقَحْلٍ وقد قال سيبوبه ليس في الكلام فَيْعِل وأَنشد الفارسي بيت الأَعشى وما
أَيْبُليٌ على هَيْكَلٍ بَناهُ وصَلَّب فيه وَصارا ومنه الحديث كان عيسى بن مريم
على نبينا وعليه الصلاة والسلام يسمى أَبِيلَ الأَبِيلِين الأَبيل بوزن الأَمير
الراهب سمي به لتأَبله عن النساء وترك غشْيانهن والفعل منه أَبَلَ يأْبُلُ أَبَالة
إِذا تَنَسَّك وتَرَهَّب أَبو الهيثم الأَيْبُليُّ والأَيْبُلُ صاحبُ الناقوس الذي
يُنَقّسُ النصارى بناقوسه يدعوهم به إلى الصلاة وأَنشد وما صَكَّ ناقوسَ الصلاةِ
أَبِيلُها وقيل هو راهب النصارى قال عدي بن زيد إِنَّني والله فاسْمَعْ حَلِفِي
بِأَبِيلٍ كُلَّما صَلى جأَرَ وكانوا يعظمون الأَبيل فيحلفون به كما يحلفون بالله
والأَبَلة بالتحريك الوَخامة والثِّقلُ من الطعام والأَبَلَةُ العاهةُ وفي الحديث
لا تَبعِ الثمرة حتى تَأْمَنَ عليها الأَبلة قال ابن الأَثير الأُبْلةُ بوزن
العُهْدة العاهة والآفة رأَيت نسخة من نسخ النهاية وفيها حاشية قال قول أَبي موسى
الأُبلة بوزن العهدة وهم وصوابه الأَبَلة بفتح الهمزة والباء كما جاء في أَحاديث
أُخر وفي حديث يحيى بن يَعْمَر كلُّ مال أَديت زكاته فقد ذهبت أَبَلَتُهُ أَي ذهبت
مضرّته وشره ويروى وبَلَته قال الأَبَلةُ بفتح الهمزة والباء الثِّقَل والطَّلِبة
وقيل هو من الوبال فإِن كان من الأَول فقد قلبت همزته في الرواية الثانية واواً
وإِن كان من الثاني فقد قلبت واوه في الرواية الأُولى همزة كقولهم أَحَدٌ وأَصله
وَحَدٌ وفي رواية أُخرى كل مال زكي فقد ذهبت عنه أَبَلَتُه أَي ثقله ووَخامته أَبو
مالك إِن ذلك الأَمر ما عليك فيه أَبَلَةٌ ولا أَبْهٌ أَي لا عيب عليك فيه ويقال
إِن فعلت ذلك فقد خرجت من أَبَلته أَي من تَبِعته ومذمته ابن بزرج ما لي إِليك
أَبِلة أَي حاجة بوزن عَبِلة بكسر الباء وقوله في حديث الاستسقاء فأَلَّفَ الله
بين السحاب فأُبِلْنا أَي مُطِرْنا وابِلاً وهو المطر الكثير القطر والهمزة فيه
بدل من الواو مثل أََكد ووكد وقد جاء في بعض الروايات فأَلف الله بين السحاب
فَوَبَلَتْنا جاء به على الأَصل والإِبْلة العداوة عن كراع ابن بري والأَبَلَةُ
الحِقْد قال الطِّرِمَّاح وجاءَتْ لَتَقْضِي الحِقْد من أَبَلاتها فثَنَّتْ لها
قَحْطانُ حِقْداً على حِقْد قال وقال ابن فارس أَبَلاتُها طَلِباتُها والأُبُلَّةُ
بالضم والتشديد تمر يُرَضُّ بين حجرين ويحلب عله لبن وقيل هي الفِدْرة من التمر
قال فَيأْكُلُ ما رُضَّ مِنْ زادنا ويَأْبى الأُبُلَّةَ لم تُرْضَضِ له ظَبْيَةٌ
وله عُكَّةٌ إِذا أَنْفَضَ الناسُ لم يُنْفِضِ قال ابن بري والأُبُلَّة الأَخضر من
حَمْل الأَراك فإِذا احْمَرَّ فكبَاثٌ ويقال الآبِلة على فاعلة والأُبُلَّة مكان
بالبصرة وهي بضم الهمزة والباء وتشديد اللام البلد المعروف قرب البصرة من جانبها
البحري قيل هو اسمٌ نَبَطِيّ الجوهري الأُبُلَّة مدينة إِلى جنب البصرة وأُبْلى
موضع ورد في الحديث قال ابن الأَثير وهو بوزن حبلى موضع بأَرض بني سُليم بين مكة
والمدينة بعث إِليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قوماً وأَنشد ابن بري قال قال
زُنَيم بن حَرَجة في دريد فَسائِلْ بَني دُهْمانَ أَيُّ سَحابةٍ عَلاهُم بأُبْلى
ودْقُها فاسْتَهَلَّتِ ؟ قال ابن سيده وأَنشده أَبو بكر محمد بن السويّ السرّاج
سَرَى مِثلَ نَبْضِ العِرْقِ والليلُ دونَه وأَعلامُ أُبْلى كلُّها فالأَصالقُ
ويروى وأَعْلام أُبْل وقال أَبو حنيفة رِحْلةُ أُبْلِيٍّ مشهورة وأَنشد دَعَا
لُبَّها غَمْرٌ كأَنْ قد وَرَدْنَه برِحلَة أُبْلِيٍّ وإِن كان نائياً وفي الحديث
ذكر آبِل وهو بالمد وكسر الباء موضع له ذكر في جيش أُسامة يقال له آبل الزَّيْتِ
وأُبَيْلى اسم امرأَة قال رؤبة قالت أُبَيْلى لي ولم أَسُبَّه ما السِّنُّ إِلا
غَفْلَةُ المُدَلَّه
معنى
في قاموس معاجم
البَلَهُ
الغَفْلة عن الشرّ وأَن لا يُحْسِنَهُ بَلِهَ بالكسر بَلَهاً وتَبَلَّه وهو
أَبْلَه وابتُلِهَ كبَلِه أَنشد ابن الأَعرابي إِنَّ الذي يَأْمُلِ الدُّنْيا
لَمُبْتَلَهٌ وكلُّ ذي أَمَلٍ عنها سيُشْتَغَلُ
( * قوله « سيشتغل » كذا بضبط الأصل والمحكم وقد
البَلَهُ
الغَفْلة عن الشرّ وأَن لا يُحْسِنَهُ بَلِهَ بالكسر بَلَهاً وتَبَلَّه وهو
أَبْلَه وابتُلِهَ كبَلِه أَنشد ابن الأَعرابي إِنَّ الذي يَأْمُلِ الدُّنْيا
لَمُبْتَلَهٌ وكلُّ ذي أَمَلٍ عنها سيُشْتَغَلُ
( * قوله « سيشتغل » كذا بضبط الأصل والمحكم وقد نص القاموس على ندور مشتغل بفتح
الغين )
ورجل أَبْلَه بيِّنُ البَلَهِ والبَلاهةِ وهو الذي غلب عليه سلامة الصدر وحُسْنُ
الظنِّ بالناس لأَنهم أَغفَلوا أَمْرَ دنياهم فجهلوا حِذْقَ التصرف فيها وأَقبلوا
على آخرتهم فشَغَلوا أَنفسهم بها فاستحقوا أَن يكونوا أَكثر أَهل الجنَّة فأَما
الأَبْلَه وهو الذي لا عقل له فغير مُرادٍ في الحديث وهو قوله صلى الله عليه وسلم
أَكثرُ أَهلِ الجنة البُلْهُ فإِنه عنى البُلْهَ في أَمر الدنيا لقلة اهتمامهم وهم
أَكياسٌ في أَمر الآخرة قال الزِّبْرقانُ بن بدر خيرُ أَولادِنا الأَبْلهُ
العَقُولُ يعني أَنه لشدَّة حَيائِه كالأَبْله وهو عَقُول وقد بَلِه بالكسر
وتَبَلَّه التهذيب والأَبْلَهُ الذي طُبع على الخير فهو غافلٌ عن الشرّ لا
يَعْرِفه ومنه أَكثرُ أَهل الجنة البُلْه وقال النضر الأَبْلَه الذي هو مَيِّت
الدَّاءِ يريد أَن شَرَّه ميِّتٌ لا يَنْبَه له وقال أَحمد بن حنبل في تفسير قوله
اسْتَراح البُلْهُ قال هم الغافلون عن الدنيا وأَهلِها وفَسادِهم وغِلِّهم فإِذا
جاؤُوا إِلى الأَمرِ والنهيِ فهم العُقَلاء الفُقَهاء والمرأَة بَلْهاء وأَنشد ابن
شميل ولقَدْ لَهَوْتُ بطِفْلةٍ مَيّالةٍ بَلْهاءَ تُطْلِعُني على أَسْرارِها أَراد
أَنها غِرٌّ لا دَهاءَ لها فهي تُخْبِرني بأَسْرارِها ولا تَفْطَن لما في ذلك
عليها وأَنشد غيره من امرأَةٍ بَلْهاءَ لم تْحْفَظْ ولم تُضَيَّعِ يقول لم
تُحْفَظْ لِعَفافها ولم تُضَيَّعْ مما يَقُوتها ويَصُونها فهي ناعمة عَفِيفةٌ
والبَلْهاءُ من النساء الكريمةُ المَزِيرةُ الغَرِيرةُ المُغَفَّلةُ والتَّبَالُه
استعمالُ البَلَه وتَبالَه أَي أَرى من نفسه ذلك وليس به والأَبْلَه الرجلُ
الأَحمق الذي لا تمييز له وامرأَة بَلْهاء والتَّبَلُّهُ تطلُّبُ الضالَّة
والتَّبَلُّه تَعَسُّفُ الطريق على غير هداية ولا مسأَلة الأَخيرة عن أَبي علي قال
الأَزهري والعرب تقول فلانٌ يتَبَلَّه تبَلُّهاً إِذا تعَسَّف طريقاً لا يهتدي
فيها ولا يستقيم على صَوْبِها وقال لبيد عَلِهَتْ تَبَلَّهُ في نِهاءِ صُعائدٍ
والرواية المعروفة عَلِهَتْ تَبَلَّدُ والبُلَهْنِيَةُ الرَّخاء وسَعَةُ العَيْش
وهو في بُلَهْنِيةٍ من العيش أَي سعَةٍ صارت الأَلف ياء لكسرة ما قبلها والنون
زائدة عند سيبويه وعيش أَبْلَهُ واسعٌ قليلُ الغُمومِ ويقال شابٌّ أَبْلَه لما فيه
من الغَرارة يوصف به كما يوصفُ بالسُّلُوّ والجُنُونِ لمضارعته هذه الأَسبابَ قال
الأَزهري الأَبْلَهُ في كلام العرب على وجوهٍ يقال عَيْش أَبْلَه وشبابٌ أَبْلَه
إِذا كان ناعماً ومنه قول رؤبة إِمّا تَرَيْنِي خَلَقَ المُمَوَّهِ بَرّاقَ
أَصْلادِ الجَبينِ الأَجْلَهِ بعدَ غُدانِيِّ الشَّبابِ الأَبْلَهِ يريد الناعم
قال ابن بري قوله خلق المُمَوَّه يريد خَلَقَ الوجه الذي قد مُوِّه بماء الشباب
ومنه أُخذ بُلَهْنِيةُ العيش وهو نَعْمته وغَفْلَتُه وأَنشد ابن بري لِلَقِيط بن
يَعْمُر الإِياديّ ما لي أَراكُمْ نِياماً في بُلَهْنِيَةٍ لا تَفْزَعُونَ وهذا
اللَّيْثُ قد جَمَعا ؟ وقال ابن شميل ناقة بَلْهاء وهي التي لا تَنْحاشُ من شيء
مَكانةً ورَزانةً كأَنها حَمْقاء ولا يقال جمل أَبْلَهُ ابن سيده البَلْهاء ناقةٌ
وإِياها عنَى قيسُ بن عَيْزارة الهُذلي بقوله وقالوا لنا البَلْهاءُ أَوَّلُ
سُؤْلةٍ وأَغْراسُها واللهُ عني يُدافِعُ
( * قوله « البلهاء أول » كذا بالمحكم بالرفع فيهما )
وفي المثل تُحْرِقُك النارُ أَن تَراها بَلْهَ أَن تَصْلاها يقول تُحْرِقُك النارُ
من بَعيدٍ فدَعْ أَن تدخلَها قال ومن العرب من يَجُرُّ بها يجعلُها مصدراً كأَنه
قال تَرْكَ وقيل معناه سِوَى وقال ابن الأَنباري في بَلْه ثلاثة أَقوال قال جماعة
من أَهل اللغة بَلْه معناها على وقال الفراء مَنْ خفض بها جعلَها بمنزلة على وما
أَشبهها من حروف الخفض وقال الليث بَلْه بمعنى أَجَلْ وأَنشد بَلْهَ إِني أَخُنْ
عهداً ولم أَقْتَرِفْ ذنباً فتَجْزيني النِّقَمْ وفي حديث النبي صلى الله عليه
وسلم أَعْدَدْتُ لعبادي الصالحين ما لا عينٌ رأَتْ ولا أُذُنٌ سمعتْ ولا خطر على
قلبِ بَشرٍ بَلْهَ ما اطَّلَعْتم عليه قال ابن الأَثير بَلْهَ من أَسماء الأَفعال
بمعنى دَعْ واتْرُكْ تقول بَلْهَ زيداً وقد توضع موضع المصدر وتضاف فتقول بَلْهَ
زَيدٍ أَي تَرْكَ زيد وقوله ما اطلعتم عليه يحتمل أَن يكون منصوب المحل ومجرورَه
على التقديرين والمعنى دَعْ ما اطَّلعتم عليه وعَرَفتموه من نعيم الجنة ولذاتها
قال أَبو عبيد قال الأَحمر وغيره بَلْه معناه كيف ما اطَّلعتم عليه وقال الفراء
كُفَّ ودَعْ ما اطَّلعتم عليه وقال كعب بن مالك يصف السيوف نَصِلُ السيوفَ إِذا
قَصُرْنَ بخَطْوِنا قَدَماً ونُلْحِقُها إِذا لم تَلْحَقِ تَذَرُ الجَماجمَ ضاحياً
هاماتُها بَلْهَ الأَكفَّ كأَنها لم تُخْلَقِ يقول هي تَقطَع الهامَ فدَعِ
الأَكفَّ أَي هي أَجدرُ أَن تَقْطعَ الأَكف قال أَبو عبيد الأَكف ينشد بالخفض
والنصب والنصبُ على معنى دع الأَكف وقال الأَخفش بَلْهَ ههنا بمنزلة المصدر كما
تقول ضَرْبَ زيدٍ ويجوز نصب الأَكف على معنى دع الأَكف قال ابن هَرْمة تَمْشي
القَطُوفُ إِذا غَنَّى الحُداةُ بها مَشْيَ النجيبةِ بَلْهَ الجِلَّةَ النُّجُبا
قال ابن بري رواه أَبو عليّ مشي الجوادِ فَبَلْهَ الجِلَّةَ النُّجُبا وقال أَبو
زبيد حَمّال أَثْقالِ أَهلِ الوُدِّ آوِنةً أُعْطيهمُ الجَهْدَ مِنِّي بَلْهَ ما
أَسَعُ أَي أُعطيهم ما لا أَجِدُه إِلا بجَهد ومعنى بَلْهَ أَي دع ما أُحيط به
وأَقدر عليه قال الجوهري بَلْهَ كلمة مبنية على الفتح مثل كيف قال ابن بري حقه أَن
يقول مبنية على الفتح إِذا نَصَبْتَ ما بعدها فقلت بَلْه زيداً كما تقول رُوَيْدَ
زيداً فإِن قلت بَلْه زيدٍ بالإِضافة كانت بمنزلة المصدر معربةً كقولهم رُوَيدَ
زيدٍ قال ولا يجوز أَن تقدّره مع الإِضافة اسماً للفعل لأَن أَسماء الأَفعال لا
تضاف والله تعالى أَعلم