نَدَرَ الشيءُ يَنْدُرُ نُدوراً بالضمّ : سَقَطَ وقيل : سَقَطَ وشَذَّ . وقيل : سقطَ من جوفِ شيءٍ هكذا في النسخ بالجيم . أو من بينِ شيءٍ أو من أشياء فَظَهَر وفي الحديث : " أنّه رَكِبَ فَرَسَاً له فمَرَّتْ بشجَرَةٍ فطارَ منها طائرٌ فحادَتْ فَنَدَر عنها في أرضٍ غليظة " أي سقطَ ووقع . والرجلُ إذا خَضَفَ يقال : نَدَرَ بها وهي النَّدْرَة أي الخَضْفَة بالعَجَلَة حكاها ابْن الأَعْرابِيّ هكذا بالخاء والضاد المُعجمتَيْن وفي بعضِ النسخ : حَصَفَ بالمُهملَتَيْن . وفي حديث عمر رضي الله عنه : " أنّ رجلاً نَدَرَ في مَجْلِسه فَأَمَر القومَ كلَّهم بالتَّطَهُّر لئلاَّ يَخْجَل النادرُ " حكاها الهَرَويُّ في الغَريبَيْن : معناه أنه ضَرَطَ كأنّها نَدَرَت منه من غيرِ اخْتيار . نَدَرَ : جرَّب . يقولون : لو نَدَرْتَ فلاناً لَوَجَدْتَه كما تُحبّ أي لو جرَّبْتَه . يقال : نَدَرَ الرجلُ إذا مات قاله ابنُ حَبيب وأنشد لساعِدَةَ الهُذَلِيّ . وفي التكملة : لساعِدَةَ ابنِ العَجْلان :
كلانا وإنْ طالَ أيَّامُه ... سَيَنْدُر عن شَزَنٍ مِدْحَضِ أي سيموت . نَدَرَ النباتُ : خَرَجَ ورقُه من أَعْرَاضِه نَدَرَت الشجرةُ تَنْدُر : ظَهَرَتْ خُوصَتُها وذلك حين يَسْتَمكِنُ المالُ من رَعْيِها أو نَدَرَت : اخْضَرَّت وهذه عن الصَّاغانِيّ . والأَنْدَر : البَيْدَر شاميّة . قال كُراع : الأَنْدَر : كُدْسُ القَمْح خاصَّة ج أنَادِر قال الشاعر : دَقَّ الدِّيَاسِ عَرَمَ الأَنادِرِ الأَنْدَر : ة بالشام على يَوْم وليلة من حَلَبْ فيها كُرومٌ . وقولُ عَمْرِو بن كلثوم :
ألا هُبِّي بصَحْنك فاصْبَحينا ... ولا تُبقي خُمورَ الأَنْدَرِينا لمّا نَسَبَ الخمرَ إلى أهلِ هذه القريةِ فاجتمَعَتْ ثلاثُ ياآت فخَفَّفَها للضرورة كما قال الراجز :
" وما عِلْمي بسِحْرِ البابِلينا أو جَمْعُ الأَنْدَريّ أَنْدَرون فخفَّفَ ياءَ النِّسبة كما قالوا : الأَشْعَرون والأَعْجَمون في الأَشعريّين والأَعجميِّين قال شَيْخُنا : وكلامُه لا يَخْلُو عن نَظَر وتَحقيقُه في شرحِ شَواهدِ الشافِيَة للبغداديّ . قلتُ : ولعلَّ وَجْهَ النّظر هو اجتِماع ثلاثِ ياآتٍ في الكلمة . وما يكون الأَنْدَرون الذي هو جمع الأَنْدريّ مع أنه ذكره فيما بعد بقوله : فِتْيان إلى آخره ولو ذَكَرَه قبل قولِه : كما قالوا إلخ كانَ أحسنَ في الإيراد فتأَمَّل . والأَنْدَرِيُّ : الحبلُ الغليظ أنشد أبو زيد :
" كأنّهُ أَنْدَرِيٌّ مَسَّهُ بَلَلُ كذا في التكملة وَنَسَبه صاحبُ اللِّسان لأبي عمروٍ وأنشد للَبيدٍ :
" مُمَرٌّ ككَرِّ الأَنْدَرِيِّ شَتِيمُوالأَنْدَرون : فتيانٌ من مواضعَ شَتَّى يَجْتَمعونَ للشُّرْب واحدُهم أَنْدَريٌّ وبه فُسِّر قولُ عمرو بن كلثوم السابق . منَ المَجاز : أَسْمَعَني النَّوادِر : نَوادِرُ الكلام تَنْدُر وهي : ما شَذَّ وَخَرَج من الجمهورِ لظُهوره . وفي الأساس : هذا كلام نادرٌ أي غريبٌ خارجٌ عن المُعتاد . منَ المَجاز : لَقيتُه نَدْرَةً وفي النَّدْرَة مَفْتُوحتَيْن وفي النَّدْرَة محرّكة وَنَدَرى وفي النَّدَرى بلا لامِ فيهما مُحرَّكات أي فيما بَيْنَ الأيّام ويقال : إنّما يكون ذلك في النَّدْرة بَعْدَ النَّدْرَة إذا كان في الأحايِين مَرَّةً . منَ المَجاز : أَنْدَرَ عنه من مالِه كذا إذا أَخْرَجه وأَنْدَرَ الشيءَ : أَسْقَطَه يقال : ضَرَبَ يدَهُ بالسيف فَأَنْدرَها . يقال : نَقَدَ مائةً نَدَرَى مُحرَّكةً إذا أَنْدَرَها أي أَخْرَجَها له من مالِه . والنَّدْرَة بالفتح : القِطْعَةُ من الذَّهَب والفضَّة توجدُ في المَعدن . والنَّدْرَة : الخَضْفَةُ بالعَجَلَة أي الضَّرْطَة عن ابْن الأَعْرابِيّ ذَكَرَ الفِعلَ أوَّلاً ثم ذَكَرَ المصدرَ ثانياً وهو مَعيب عند حُذَّاق المُصنِّفين فإنّه لو قال هناك : وهي النَّدْرة لأغناه عن ذكْره ثانياً . منَ المَجاز : فلانٌ نادرَةُ الزمان أي وَحيدُ العَصْرِ كما يقال نسيجُ وَحْدِه . ونَوادِر : ع نَقَلَه الصَّاغانِيّ ونادرٌ اسمٌ . وعُتْبَةُ بنُ النُّدَّر كرُكَّع السُّلَمِيّ صَحابيٌّ ويقال : هو عُتبةُ بنُ عبدٍ السُّلَمِيّ . وليس بشيءٍ . روى عنه عليُّ بن رباح وخالدُ بنُ مَعْدَان وتَصَحَّف على بعضهم يعني الإمام الطبريّ كما صرَّحَ به الحافظُ وغيرُه فَضَبَطه بالباء المُوَحَّدة والذال المُعجمة والصواب الأوّل . قولُهم : مِلْحٌ أَنْدَرَانيٌّ غلطٌ مشهور صوابُه ذَرْآنيٌّ بالذال المُعجمة والهمزة . أي شديد البياض وقد تقدّم ذكرُه في مَوْضِعه . وجِرابٌ أَنْدَرَانيٌّ : ضَخْمٌ نقله الصَّاغانِيّ . ونَيْدَرُ كَحَيْدَر : من أسماءِ المدينة على صاحبها أفضلُ الصلاةِ والسلام . أو هو بدالَيْن . وقيل : يَنْدَر بتقديم التَّحْتِيَّة على النون . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : النادِرُ : الحمارُ الوحْشيّ يَنْدُر من الجبل أي يخرج . وَنَدَر العظمُ : انفكَّ وزالَ عن محلِّه ومنه الحديث : " أنَّ رجلاً عضَّ يدَ آخرَ فَنَدَرَ ثَنِيَّتَه " وَنَدَر من بَيْتِه : خَرَجَ قال الزَّمَخْشَرِيّ : وسمعتُ من يقولُ لزوجتِه : انْدُري . وأصاب المطرُ الحَشيش فَنَدَر الرُّطْبُ من أَعْرَاضه : خَرَجَ . وشَبِعَت الإبلُ من نادِرِه ونَوادِرِه . والمالُ يَسْتَنْدِرُ الرُّطْبَ أي يَتَتَبَّعه . ويقال : اسْتَنْدَرَت الإبلُ النَّباتَ : أراغَتْه للأكل ومارَسَتْه . منَ المَجاز : استَنْدَروا أَثرَه : اقتَفَوْه . ولا يقع ذلك إلاّ في النُّدْرَة . ولقِيتُه في النَّدَرَة كالنَّدْرَة . وفلانٌ يَتَنادَرُ علينا أي يأتينا أَحياناً . وأَنْدَرَ البِكارَةَ في الدِّيَة أَسقَطَها وأَلْغاها قال أَبو كبيرٍ الهُذَلِيّ :
وإذا الكُماةُ تَنَادَروا طَعْنَ الكُلَى ... نَدْرَ البِكارَةِ في الجَزاءِ المُضْعَفِ يقول : أُهدِرَت دِماؤُكُم كما تُنْدَر البِكارَةُ في الدِّيَة وهي جَمْع بَكْر من الإبل . قال ابن بِرِّيّ : يريد أَن الكُلَى المَطعونة تُنْدَر أي تُسْقَط فلا يُحتَسَب بها كما يُنْدَر البَكْر في الدِّيَة والمُضْعَفُ المُضاعَفُ مَرَّةً بعدَ مَرَّةٍ . ويقال : أَصلح نَوادِرَ المِغْلَقِ أي أَسنانه . وأَنْدَرْتُ يدَ فلانٍ عن مالي : أَزلْتُ تَصَرُّفَه فيه . وضَرَبه على رأْسِه فنَدَرَتْ عينُه وأَنْدَرَها . كلُّ ذلك مَجاز . ونَدْرَةُ بالفتح : مَوضعٌ من نواحي اليَمامة قاله الصَّاغانِيّ : قلتُ : عند مَنْفوحَةَ . وقد رُويَ إعجامُ دالِها أَيضاً . ونَدَرَ في عِلْمٍ أَو فَضْلٍ : تقدَّم . قاله ابن القطّاع . وقال أيضاً : أَنْدَرَ : أَتى بنادِرٍ من قولٍ أو فِعْل . ونَدَرَ الكلامُ نَدارَةً : غَرُبَ . والنادِرَةُ : قريةٌ باليمن سكَنَه بنو عيسى من قبائل عكّ
الإسْكَنْدَرُ بن الفيلَسُوف الروميّ ويقال ابن فيلبس اليونانيّ وهو أخو فرما . وفي كُتُبِ الأنساب أن الفَيْلسوف هو ابن صريم بن هرمس بن منطروس ابن رُومي بن ليطى بن ثابت بن سرحون بن رومة بن قرمط بن نوفلِ ابن عيص بن إسحاق النبي عليه السلام وتفتح الهمزة ذكر الوجهين أبو العلاء المَعَرِّي وقال : ليس له مثال في كلام العَرَب كذا في شفاءِ الغليل للخَفاجيّ . وفي العناية له في أثناءِ سورة آل عمرآن ألْزُموا بعض الأعْلامِ العَجَمية " ال علامةً للتعْريب كالإسْكَنْدرية فإنّ أبا زكريا التبريزي قال : لا تُسْتَعْمَلُ بدونها ولحن من استعمله بدونها ولا خلاف في أعجميته
ونقل شيخُنا عن التبريزيّ في شرح قولِ أبي تمام
مِنْ عَهْدِ إسْكَنْدرٍ أو قبلَ ذلك قد ... شابتْ نواصِي الليالي وهي لمْ تَشِبِ المتعارف بين الناس الإسْكَنْدَرُ بالألف واللام فحذَفَها منه وبعض الناس يُنْشِده من عَهْدِ إسْكَنْدرا فيُثبِتُ في آخره ألفاً وذلك من كلام النَّبط لأنهم يزيدون الألف إذا نقلوا الأسم من كلام غيرهم فيقولون : خَمْرا ويريدون الخَمْر : مَلِكٌ مشهور قتل دارا بن داراب آخر مُلُوكِ الفرس وملَكَ البلاد كلَّها وقصته في التواريخ مشهُورة . والإسْكَنْدريةُ بكسر الهمزة وفتحها ستةَ عَشَرَ موضعاً منسُوبةُ إليه منها : د كبير ببلادِ الهندِ ويعرف بالإسْكَنْدرة و : د بأرض بابل و : د بشاطئِ النهرِ الأعظم أعني جيحُون و : د بصُغدِ سمرْقند و : د بمرْو واسم مدينةِ بَلْخَ لأنه بناها
والإسْكَنْدَرية : الثَّغرُ الأعظمُ ببلادِ مصر قيل : إنّ الإسْكَنْدَرَ قال : أبْني مدينةً فقيرةً إلى الله عز وجلّ غنيَّةً عنِ الناس وقال الفرَما : أبني مدينةً فقيرةً إلى الناس غنيَّةً عن الله عز وجل فسلط الله على مدينةِ الفرما الخرابَ سريعاً فذهبَ رسْمُها وعفا أثَرُها وبقيت مدينة الإسْكَنْدَرِ إلى الآن . وقال المؤرّخون : أجْمعَ أهلُ العلم أنه ليس في الدنيا مدينةٌ على مدينةٍ على مدينة ثلاث طبقاتٍ غيرها وقال أحمدُ بنُ صالح : قال لي سُفيانُ بن عُييْنة : أين تسْكُن ؟ قلت : أسْكُن الفُسْطاطَ فقال لي : أتأتي الإسْكَنْدرية ؟ قلت له : نعم قال : تلك كِنانةُ الله يجعلُ فيهاخيارَ سِهامه . ومن عجائبها المنارةُ وطولُها مائتان وثمانون ذراعاً في الهواء وكانَ خليجُها مُرخَّماً من أوله إلى آخره ويقال إن أهل مريوُط من كُورتَها أطولُ الناسِ أعماراً
والإسْكَنْدرية : ة بين حماةَ وحلب وهي التي تُعرف بالإسْكَنْدَرون يُنْسَبُ إليها المُنْذرُ الحلبيّ كتب عنه أبو سَعدٍ السَّمْعانيّ . والإسْكَنْدرية : ة على شَطّ دجْلةَ بإزاءِ الجامدة قُربَ واسط العراق بينهما خمسة عشرَ فرسخاً منها الأديبُ أبو بكرٍ أحمد بن المُختارِ بن مُبَشر ابن محمد بن أحمد بن عليٍّ الإسْكَندرانيّ روى عنه ناصر . وأما أحمد بن محمد بن خالد ابن مُيَسر فمن إسْكَنْدرية مصر وجدُّه مُيسرٌ بالتحتية وإهمال السين . والإسْكَنْدرية : ة بين مكَّةَ والمدينةِ . والإسْكَنْدرية : د في مجاري الأنهارِ بالهند وهي خمسةُ أنهار وتعرف ببنج آبْ وهي كورةٌ متّسِعة . والإسْكَنْدرية : خمْسُ مدُن أخْرى
الكُنْدُر بالضمّ أَهْمَله الجَوْهَرِيّ هنا وقال ابنُ سِيدَه : ضَرْبٌ من العِلْك الواحدة كُنْدُرَة . قال الأطبَّاء : هو اللُّبان نافِعٌ لقَطعِ البَلْغَم جِدَّاً يَذْهَبُ بالنِّسْيان وخواصُّه في كتبِ الطِّبِّ مذكورة . الكُنْدُر : الرجلُ الغليظ القَصير مع شِدَّة . الكُنْدُر أيضاً : الحِمار العظيم وقيل الغليظ من حُمُر الوحش كالكُنادِر كعُلابِط فيهما والكُدُرِّ كعُتُلٍّ في الأخير قال العجَّاج :
كأنَّ تَحْتِي كُنْدُراً كُنادِراً ... جَأْبَاً قَطَوْطى يَنْشِجُ المَشاجِرا وذهب سيبويه إلى أنَّه رُباعيٌّ وذهبَ غَيْرُه إلى أنّه ثُلاثيّ بدليل كَدَرَ وهو مذكورٌ في مَوْضِعه . والكَنْدَرَة : ما غَلُظَ من الأرض وارْتَفَع والكَنْدَرَة : مَجْثِم البازي الذي يُهيَّأُ له من خشبٍ أو مَدَر وهو دَخيلٌ ليس بعربيّ . الكَنْدَر بلا هاء : ضَرْبٌ من حِساب الرُّوم في النُّجوم نقله صاحب اللِّسان . والكِنْدارَة بالكسر : سَمَكَةٌ لها سَنام كَسَنَام الجمَل . والكنيْدر كقُنَيْفِذ تصغير كُنْدُر رواه شَمِرٌ عن ابن شُمَيْل وسَمَيْدَع : هو الغليظ من حُمُر الوَحْش . ولو ذَكَرَه عند قوله كالكُنادِر لكان أَضْبَطَ في الصنعة فإن المعنى واحدٌ . والكِنْدِير بالكسر : الحِمار الغَليظ وهذا أيضاً إذا ذَكَرَه مع نظائره كان أحسن . كِنْدير . اسمٌ مثَّل به سيبويه وفسَّره السِّيرافيّ . قال أبو عَمْرُو : إنّه لذو كِنْديرة أي غِلَظ وضَخامة وأنشد لعَلْقَمة التَّيْمِيّ :
يَتْبَعْنَ ذا كِنْديرةٍ عَجَنَّسا ... إذا الغُرابانِ به تَمَرَّسا
" لم يَجِدَا إلاَّ أَديما أَمْلَسا وأورده الصَّاغانِيّ في كدر وأنشد هذا قال : ويُروى : ذا هُداهِد . ومما يُستدرَك عليه : الكُنْدُر بالضَّم : الشَّديدُ الخَلْق ؛ وفِتيانٌ كَنادِرَةٌ قاله ابنُ شُمَيْل . وكُنْدُر بالضمّ : قَرْيَة بقُرب قَزْوِين منها عمِيدُ المُلْك أبو نَصْر مَنْصُور ابنُ محمدٍ الكُنْدُرِيّ وزير السلطان طُغْرُلْبَك قُتل سنة 457 وأمّا عبد الملك بن سُليمان الكُنْدُريّ فإلى بَيْعِ الكُنْدُر سَمِعَ حسّان بن إبراهيم